فهد بن جليد
خلال 24 ساعة فقط جمع المشهد السعودي بين طرفي نقيض، في حالة نادرة الحدوث تلتقطها عين المُراقبين، ولا تشهدها سوى تلك الدول العظمى ذات التاريخ المجيد والمُستقبل الواعد، مشهد يعكس مكانة السعودية العظمى بمُشاركتها الفعالة في صناعة ورسم المستقبل العالمي، في الوقت الذي تتمسك فيه بثوابتها وتاريخها وتراثها، والذي يعكسه اليوم حفل ختام مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل هناك في (صياهد الدهناء)، بكل ما يحمله هذا التجمع من قيمة تاريخية واهتمام واعتزاز بتراث وأصالة أبناء الصحراء، حدث يقام على بعد (ساعات قليلة) فقط، من ختام مُسابقة (الآرتاثون) التي جمعت فنانين وخبراء للذكاء الاصطناعي، تحت سقف واحد في قلب الرياض ومُستقبلها (المركز المالي) ، في أول تجمع من نوعه لإنتاج أعمال فنية تعرض في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي يرعها سمو ولي العهد في 30 -31 مارس المُقبل، وترسم ملامح مُستقبل العالم مع الثورة التقنية والعلمية الرابعة. لن أحدثك عمَّا تجنيه السعودية من مكاسب سريعة ورفيعة - تُحسب بالمسطرة والفرجار- في كل محفل عالمي يقام في هذه الأثناء بمُختلف أنحاء المعمورة، فلسنا ببعيدين عما حصده السعوديون في دافوس، ولا عن النجاحات المُتتالية الحالية في المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية.. إلخ، ولكن لنرقب تلك الأنظار التي تتجه صوب بلادنا ونحن على موعد كبير ورعاية كريمة اليوم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفل ختام مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الرابعة، وبحضور سمو ولي العهد المُشرف العام على نادي الإبل، وهي مُناسبة غالية تحمل اسماً خالداً في التاريخ السعودي والعربي والإسلامي والعالمي، لمؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- رعاية وحضور ملكي يعكسان مدى تمسك السعوديين بجذورهم وتاريخهم وأصالتهم بكل اعتزاز وفخر بين الأمم، حدث استثنائي له تأثير اقتصادي واجتماعي إيجابي يتوافق مع رؤية السعودية 2030.
الحفل يُقام على بعد ساعات فقط من اختتام الرياض عاصمة الـ G20 لمُسابقة (الآرتاثون) الحالمة، التي جمعت شباب المُستقبل من كل أنحاء الأرض ومن مُختلف الجنسيات، لتقديم أحدث ما توصل إليه العلم في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات التصميم لابتكار أعمال فنية، تجمع نتاج عقول وإبداع (فنانين وتقنيين) جاءوا من كل مكان لبلادنا، لتعلم والمُنافسة مع عقول وفرق أخرى، للخروج بلوحات المعرض الفني الخاص المُزمع إقامته على هامش (القمة العالمية للذكاء الاصطناعي) التي ستحتضنها الرياض، والتي ستمثل ملتقى سنوياً عالمياً لتبادل الخبرات وعقد الشركات في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي.
مشهد يدعو للفخر والاعتزاز من مُنافسات جمال سفينة الصحراء التاريخية، إلى أقصى مدى للمُستقبل، في بناء (الخوارزميات) الحسابية والعلمية في عاصمة الإعجاز والإنجاز والحزم.
وعلى دروب الخير نلتقي.