إبراهيم الدهيش
يظلُّ المستغرب حد الدهشة في مشاركة منتخبنا الأولمبي تحت (20) عامًا في بطولة آسيا المقامة حاليًا في تايلاند، والمؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020، ارتفاع سقف الوطنية لدى فئة من المحسوبين على الإعلام الرياضي. وهذا مبعث سعادة؛ فالوطنية (كلٌّ) لا يتجزأ، والحديث عنها وفيها لا يقبل أنصاف الحلول. وفي المجال الرياضي كل من تشرف بتمثيل الوطن عبر المنتخب أو الفريق يستحق الدعم والمؤازرة أيًّا كان، ودون النظر لأية اعتبارات أخرى! لكن الانقلاب الدراماتيكي لهذه الفئة التي ما زال حبر كتاباتها وصدى أحاديثها وتغريداتها المتخمة بالتعصب أحادية اللون حول الوطنية في المجال الرياضي يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويضع الكثير من علامات التعجب!
- فالمنتخب الوطني الأول عانى من التشكيك في غالبية نجومه لدرجة اتهامهم بعدم الولاء، وفي توليفته وأجهزته، وباقي منظومته!
- والهلال ممثل الوطن في النهائي القاري وفي المشاركة العالمية لم يكن بأحسن حال؛ فقد تعرض قبل تلك الاستحقاقات وأثناءها لحملة منظمة ممنهجة، تهدف إلى عرقلته، وإلى حزمة من التفسيرات والفتاوى (التهريجية) لمعنى الوطنية لزوم تحييده، صادرة من فلاسفة ومفكِّري (دكاكين) الفضاء من المتعصبين والمتلونين! فما الذي تغير؟!
-لا شيء غير الميول والتعصب المقيت الذي طالما اشتكت منه مفاصل منتخباتنا الوطنية وفِرقنا المحلية؛ فهو المحرك الأساسي، وهو من يحدد اتجاه البوصلة! وبالتالي فهذا التغيُّر والانقلاب المفاجئ في القناعات والرؤى سببه الوحيد لون (الفانلة) مع الأسف!
-ويبقى الأهم هو تأهلنا لأولمبياد طوكيو كإنجاز أسهم في صناعته وهندسته اتحاد كرة، أثبت أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وكادر فني وطني طموح، ونجوم واعدة، بإمكانها أن تكون الأساس والقاعدة لمنتخب المستقبل متى ما مُنحت الفرصة، ووجدت الدعم والمساندة دونما تمييز بين هذا وذاك!
- هنيئًا لنا وللوطن هذا الإنجاز وهذه الكوكبة من النجوم الشابة، وبهذه الكوادر الفنية الوطنية المخلصة.. وفي انتظار أن يضيف أبطالنا كأس البطولة بوصفهم أسيادًا للقارة على مستوى المنتخبات الأولمبية بعدما فعلها (الزعيم) على مستوى الفرق.
تلميحات
- بإمكاننا أن نشاهد نجوم منتخبنا الأولمبي في نهائيات كأس العالم (2022 و2026) شريطة أن يجدوا الاهتمام والرعاية، وأن تمتلك الأندية شجاعة وجرأة إشراكهم أو منحهم حرية الانتقال لأندية قد يجدون فيها فرصة المشاركة بصفة مستمرة بدلاً من أن نفقدهم وتفقدهم كرتنا السعودية كما هي حالنا في كل مرة!!
- كاميرات النقل التلفزيوني بات تأثيرها واضحًا على كثير من قرارات الحكام، وفي نتائج المباريات، وأصبح مطلوبًا من لجنة الحكام زيادة عدد الكاميرات ذات العلاقة بغرفة تقنية (var).
- وللدلالة على أن الساحة تشكو شحًا وندرة في اللاعبين المميزين ترى غالبية الانتدابات الشتوية عبارة عن عمليات (تدوير) وفق المثل المصري (يا صابت يا اثنين عور)!
- وصفقات (شختك بختك) أجبرت ضمك على الاستغناء عن الأجانب السبعة دفعة واحدة!
- بالأمس كانت الأندية تعتبر الفترة الشتوية فرصة لتعديل أوضاعها المادية من خلال بيع عقود لاعبيها المميزين، وبفضل الدعم انتفت الحاجة لذلك؛ فأصبحوا أكثر تمسكًا بهم!
- وفي النهاية أتساءل: إلى متى تظل برامجنا، أو بمعنى أدق غالبيتها، بهذا الطرح المتعصب وهذا الانفلات المحتقن دونما ضابط أو وازع من ضمير؟!! وسلامتكم.