فهد بن جليد
حياة (الأزواج المعدِّدين) تُظهرها الأعمال الفنية التلفزيونية، وحتى الروائية، بصور درامية، مليئة بالنكد والصراع بين الزوجات، والصراخ والعويل حد التماسك (بالشوش). والضحية دائمًا هو الزوج والأولاد. لا أذكر أنني تابعت عملاً فنيًّا أظهر صورة إيجابية فيها تفاؤل وحياة وردية لحياة المعدِّد. وفي المقابل أحاديث الأصدقاء المعدِّدين وتجاربهم غالبًا ما تكون سعيدة سرًّا وجهرًا؛ فالزوج (المعدِّد) دائمًا ما ينصح غيره بالإقدام على الخطوة التي تحتاج إلى قليل من الجرأة والصبر. لا أعرف السر خلف هذا الترويج الدائم للارتباط بالثانية والثالثة قبل فوات الأوان، وهل هذا من حب الخير للغير، أم غير ذلك؟ لا يمكن ترجيح إجابة محددة، ولكنها في النهاية حالة جديرة بالتأمل؟
هذه ليست مقالة (تحريضية)، أو دعوة لتعدد الزوجات، ولا حتى الامتناع عن ذلك؛ فأنا محايد حتى الساعة، ولكنه سؤال مشروع لمناقشة حالة مجتمعية بكل شفافية وصراحة لتفسير إصرار بعض المعدِّدين في كل مناسبة على دعوة غيرهم وتحريضهم للقيام بالخطوة ذاتها، فهل هذا من باب النصيحة؟ أم من باب المخادعة والمخاتلة؟ وهو ما يجعلني أتمنى من المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس بحث الأمر، والخروج بتفسير منطقي لذلك.
لا أرقام دقيقة لأعداد الأزواج المعدِّدين في مجتمعنا بشكل (رسمي أو بالخفاء). المسألة دائمًا متأرجحة بين أرقام مَن نصفهم بـ(الشجعان) الذين أقدموا على الخطوة بقناعة ووضوح وعلانًا، بتسجيل زوجاتهم في السجلات الرسمية، وتكوين أُسر حقيقية، وأرقام مَن يصنفون بـ(الجبناء) من ممارسي الحيلة تحت مسميات الزواج المخفي مثل (المسيار والمسفار) وغيرهما، التي تأخذ وقتًا أطول قبل تحوُّلها إلى مشاريع رسمية، أو فشلها بانفصال الطرفين بالسرية ذاتها التي بدأ بها مشروعهما. هؤلاء يقومون بالتحريض أكثر على الزواج (دون مسؤولية) من المعدِّدين الرسميين، بتشجيعهم على القيام بالخطوة (كمرحلة تمهيدية) قبل تجربة الارتباط الرسمي.
برأيي، إن تأثير المعدِّدين الشجعان سيبقى مقبولاً أكثر من غيرهم؟
وعلى دروب الخير نلتقي.