خالد بن أحمد اليوسف اسم يقف بشموخ بين قامات الثقافة في بلادنا، ولا أجافي الحقيقة إذا ما قلت والوطن العربي، فهو رجل كتب تاريخه بسيف يده، وصنع مجده باستثمار وقته؛ فكان نتاجه المعرفي والثقافي والأدبي الذي يبرهن أننا أمام شخصية مختلفة ونهر لا يجف له مداد، فإن قلت إنه (قاص) فهو ألصق ما يكون كذلك بعد أكثر من تسع مجموعات قصصية ومؤلفات نقدية في القصة، وإن طلبته (روائيا) فسيطل عليك بثلاثيته، وإن بحثت عن (عراب للبيبلوغرافيا في المملكة) فلن تجد أبرز من (مؤرخ الأدب السعودي)، وإن أردت (تاريخا للصحافة السعودية) فستجد اليوسف كاتبا لها و(كشافا) لإصداراتها، وإن طلبت (معجما) للأدباء السعوديين أو للإبداع الأدبي فستجد خبرة لديه، إن أعياك البحث عن (أدب وأدباء المملكة) فستجد لديه البوصلة التي توجه جهدك وجهته الصائبة، وإن تعطشت لحرارة (التجربة الشعرية السعودية) فسيمنحك شعلة تنشر الدفء وتروي العطش، ومتى بحثت عن (مكتبي) فستجد اليوسف ممارسا لذلك عملا وهواية، ومتى أردت مصدرا (معلوماتيا) فلن تجد متخصصا بتتبع (حركات النشر والتأليف والترجمة) كخالد اليوسف. إنه رجل لا ينفك عن طرح (أسئلة الثقافة، أسئلة الأدب، أسئلة الأدباء) فأصبح (مرآة السرد) بـ(دهشة القص) ولا غرابة فهو (الراصد) لـ(رموز الإبداع في الأدب السعودي) وما ذلك إلا لأنه نهر عطاء اتسم بروح إيجابية مبادرة يشهد لها (مركز الملك فهد الثقافي) و(الليالي الثقافية السعودية) و(موقع نادي القصة السعودي) و(كرسي الأدب السعودي) منتم لمجتمعه، فأضحى عضوا فاعلا في العديد من لجانه ومؤسساته، حيادي يستقطب لتحكيم الأعمال وتنظيم المسابقات فلا غرابة بعد ذلك أن تتبارى مؤسسات ثقافية عديدة لتكريمه بعد كل هذا الثراء الذي أسفر عن أكثر من مائة وخمسة عشر بحثا وعملا بيبلوغرافيا.. ولأنه نهر يوسفي فسنبقى متطلعين إلى عطاءات قادمة لهذا النهر (خالد)!!