لست أبالغ حين أقول إن خالد اليوسف مؤسسة ثقافية على هيئة فرد واحد، فقد قدّم هذا الرجل للمشهد الثقافي السعودي جهوداً ومنجزاتٍ وأعمالاً لا يستطيع تقديمها سوى المؤسسات الكبيرة والمدعومة دعماً غير محدود.
وحين تقترب أكثر من خالد اليوسف الإنسان والمثقف تكتشف السر وراء هذه القدرة الكبيرة التي ينجز من خلالها؛ فالرجل متسلح بالشغف الحقيقي لكل فعل ثقافي بنّاء، وهو في الوقت ذاته مسكون بحب وطنه، والغيرة على ثقافة وطنه، والدعم التشجيع لكل مبدع من أبناء وطنه وبناته، فضلاً عن كريم أخلاقه، ونبيل صفاته، ونظافة قلبه من الحسد والكراهية، وإن رجلاً يحمل هذه الصفات ليس غريباً عليه أن يكون أيقونة ثقافية وإبداعية نادرة، وتشهد على ذلك جهود جبارة أنجزها أبو هيثم – كما يحب أن نناديه - سواء في توثيقه المدهش والمتجدد للحركة الأدبية في وطننا، أم في منجزاته الإبداعية السردية التي يشتغل عليها منذ زمن بعيد.
إنه حقاً مؤسسة ثقافية في رجل واحد، وعشمي كبير في وزارة الثقافة أن تستفيد من هذه القامة، وأن تدعمه؛ كي تستمر مشروعاته الثقافية المستمرة.