ونحن نسوق هذا القول، يبرز أمامنا بوضوح اسم الأديب خالد اليوسف؛ فهذا الرجل كرس وقته للبحث والكتابة. فلديه برنامج عمل دأب عليه سنوات طوال. منطلقاً من كون الموهبة لا قيمة لها دون بحث ومتابعة وإبداع.
إنه ولع الأديب الباحث بتقديم منجزه ورؤيته للآخرين عبر الكتابة والتأليف والمتابعة.. خالد اليوسف أسس نادي القصة السعودي، الذي يهتم بهذا الفن العريق، وأخذ على عاتقه رعاية هذا النادي، ونشر إبداع كتابه. لم يكتفه ذلك ـ وهو القاص والروائي والباحث ـ فقد أصدر ثلاثة كتب، أولها كتاب: «أسئلة الثقافة أسئلة الأدب أسئلة الأدباء»، متضمنًا بعضًا من بحوثه ومقالاته المتخصصة في الأدب السعودي، وحوى سبعًا وعشرين مادة بحثية ومقالة، وجاء في 290 صفحة، أما الكتاب الثاني، فقد حمل عنوان: «مرآة السرد وصدى الحكاية»، وهو كتاب متخصص في القصة القصيرة. وهي مختارات من القصص التي نشرت في موقع نادي القصة السعودي، وحوى قصصًا لاثنين وعشرين كاتباً من تسع دول عربية، وجاء في 155 صفحة. وجاء الكتاب الثالث بعنوان: «حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية لعام 1436هـ/ 2015م»، وهو دراسة ببليوجرافية ببلومترية، متضمنًا واحدًا وثلاثين موضوعًا، وعني بكشف وإبراز ما تم تأليفه خلال عام كامل، وجاء الكتاب في 142 صفحة. وكان اليوسف، قد أصدر دراسة في ثلاثة أجزاء تحت اسم «معجم الإبداع الأدبي في المملكة العربية السعودية: دراسة تاريخية بيوغرافية ببلومترية»، عنيت بالنثر والشعر والدراسات الأدبية.
أما الإبداع الأدبي، فقد أصدر اليوسف ست مجموعات قصصية، هي: «مقاطع من حديث البنفسج» 1984، و«أزمة الحلم الزجاجي» 1987، و«إليك بعض انحنائي» 1994، و«امرأة لا تنام» 1999، و«الأصدقاء» 2004، و«المنتهي رائحة الأنثى» 2008. وله مجموعة أعمال روائية، بينها رواية: «وديان الإبريزي» التي صدرت عن دار «الانتشار العربي»، بيروت 2009، ورواية «نساء البخور»، عن مؤسسة «الانتشار العربي»، بيروت 2012، و«وحشة النهار»، عن دار «الانتشار العربي»، بيروت 2013.
كما قدم جهداً مميزاً في تتبع بيبلوجرافيا القصة العربية في البلدان العربية، من خلال الرصد والمتابعة لأي إصدار عربي في أوطاننا العربية، وقد تابع ودوّن ذلك من خلال باب «بيبلوجرافيا القصة العربية في البلدان العربية»، في منتدى القصة العربية.
إننا نقف أمام قامة أدبية جادة، وعلى الباحثين والنقاد تتبع أعمال هذا الكاتب الراصد والمتابع والمبدع.. كما على الجهات التنفيذية المعنية بالأدب والثقافة إعطائه جزءاً من حقه في الرعاية والتكريم.