لم يكن لي إلا أن أميز ذلك الشاب الذي هبط من على سيارة الأجرة في ساحة المركز الثقافي بصنعاء.. في أول أيام مهرجان القصة الذي ينظمه نادي القصة وبرعاية وزارة الثقافة بصنعاء عام 2002م .. يرتدي بنطال جينز وفانيلا نصف كم.. هرعنا بعد تمييزه أنه خالد اليوسف.. لنساعده على إنزال كراتين اكتشفنا لاحقا بأنها مليئة بكتب متنوعة تمثل نتاج السرد في السنوات الأخيرة لكتّاب سعوديين.. وأيضا كتب من مؤلفات اليوسف: قصة قصيرة ببليوجرافيا للمشهد السردي السعودي.
لم يكن اليوسف ضيفنا الوحيد من المملكة هناك أكثر من أديب من حائل ومكة وجدة والشرقية. ظننته بأنه يشابههم كما نحن في أنانيتنا.. لكنه مختلف فهو بالإضافة إلى همه بمشروعه الإبداعي السردي وما أنتجه من قصة ورواية.. كان مهموماً برصد المشهد الإبداعي السعودي.. وتجاوز ذلك إلى أن يضع ببليوجرافيا للقصة القصيرة في اليمن، صدرت عام 2005م.. والتي كانت نواة لأكثر من كتاب هنا في جنوب الجزيرة العربية، الذين استمروا في رصد ما ينشر من قصة ورواية.
التقيت باليوسف بعدها في الرياض لأكثر من مرة على هامش معرض الرياض.. وضمن زيارة أخرى لأدباء يمنيين إلى المملكة. لأكتشف بأن اليوسف يسبقني في كل سفراتي.. فأجده من خلال مشروعه في الدار البيضاء.. وأجده حاضرا بمؤلفاته في الجزائر.. وأثناء نقاشاتنا في الخرطوم والقاهرة.. يحمله الحديث في دمشق وعمان وبغداد والكويت.
اليوسف بمشروعه الإبداعي ومشروعه الوطني وضع نفسه في مصاف النجوم الكبار.. فهو سفير الإبداع السعودي!