تعود معرفتي بالأديب القاص والروائي والباحث الأستاذ خالد اليوسف إلى ثمانينات القرن الماضي، تلك السنين التي شهدت العصر الذهبي للملاحق الثقافية والأدبية في مختلف الصحف والمجلات المحلية. كانت لهفتي كبيرة في متابعة الملاحق وما يدور فيها وحولها، فقد شهدت الحقبة أيضاً أوائل مشاركاتي الأدبية المتواضعة. كان التعجب يتملكني من التلخيص الأسبوعي الذي يقدمه ذلك الشاب الوسيم حول حركة النشر والإنتاج الأدبي. ويملؤني الإعجاب في ذات الوقت، حين أجد إحدى مشاركاتي وقد أوجدت لنفسها مكاناً في أحد ملخصاته، ولا أزال احتفظ بواحد منها إلى اليوم. السنين مرت، وغدت تلك الملخصات المنشورة أسبوعياً كتباً سنوية تنشر، مؤرخة أدب مملكة تشق طريقها بثقة وطموح وتسارع أذهل العالم. تخصص خالد في مجال الكتابة والدراسة البيبليوجرافية والببلومترية، لكنه لم يغفل عن الرواية والقصة، فقد نشر 3 روايات وعدد من المجاميع القصصية القصيرة. سخّر خالد دراسته الأكاديمية في مجال المكتبات بشكل فعال فأصبح متفرداً على مستوى المملكة في توظيف الأساليب العلمية في توثيق حركة النشر والإنتاج الأدبي، مستخدماً التحليل البيليومتري والبيبليوجرافي. هذه الدراسات أهميتها تكمن في إدراك مدى تأثير المطبوعات المنشورة ومدى تأثير نوع معين من الأجناس الأدبية بالمقارنة مع غيره. وكأديب بارز على الساحة، فقد حوت نصوص خالد القصصية، التي سعدت بقراءة بعضها، على أسلوب مزج البساطة مع الجرأة في الطرح. كما تشرفت بترجمة إحدى قصصه القصيرة «تربُّص» وضمنتها في انطلوجيا القصة القصيرة العربية، معراج على أجنحة السرد، المنشورة في إبريل 2019.