عرفت خالد اليوسف حين أرسل لي محمد المنصور الشقحاء من الطائف مجموعة قصصية له، قبل أن أحل ضيفاً على الدمام حيث كنت أعمل هناك معلماً ابتدائياً، ثم صحفياً متعاوناً بجريدة «اليوم» في عهد رئاسة خليل الفزيع ثم سلطان البازعي، وقد لمست اهتمامه الكبير بمادة البيبلوجرافيا. وهو عمل مؤسسي، يحتاج إلى صبر وجهد ومثابرة، تميز بها صديقي الذي كانت تصلني أعماله في هذا الشأن مهما كنت بعيداً عن مكان إقامته.
وقد تمتنت صلتي به خلال فترة عملي ( 1991 - 1995 )، وفيها التقيت بعدد من كتاب القصة القصيرة في المنطقة الشرقية، منهم: عبدالله الوصالي وعبدالله التعزي، وفهد المصبح، وغيرهم. كنت وصديقي أحمد سماحة نقيم ورشة للسرد متنقلة بين الدمام والقطيف والجبيل، والأحساء أحياناً، وانضم إلينا عدد من الموهوبين. وكان اسم خالد اليوسف يتردد أيضاً ككاتب للقصة، وفي جمعية الثقافة والفنون تجدد التقائي بعدد من أهم كتاب المملكة، منهم: عبده خال، وحسين علي حسين، يوسف المحميد، وبالطبع عبدالعزيز مشري الذي أعددت عنه كتاباً بعد رحيله صدر في القاهرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة «آفاق عربية» مايو 2003، كان عنوانه «انكسارات القلب الأخضر» بالتعاون مع صديقه الحميم علي الدميني وشقيقه أحمد مشري. بعد ذلك بسنوات دخلت موقع «القصة العربية» قاصاً وناقداً، وكنت من الأقلام التي حرصت على التفاعل مع نصوص كتاب القصة في كل أقطار الوطن العربي، ومنها نصوص لخالد اليوسف، كما التقيت بمجموعة الكتاب في تظاهرة «الأيام السعودية» في كل من القاهرة والإسماعيلية. كانت المرة الأولى التي أقابل فيها عدداً من الأصدقاء وجهاً لوجه، منهم: خالد اليوسف، عبدالعزيز الصقعبي، جبير المليحان، محمود تراوري. تناولنا العشاء سوياً بعد حضور أحد العروض المسرحية التجريبية، وتحدثنا عن الشأن الثقافي بمحبة وصدق. لقد أفادني العمل الصحفي مع كل من: شاكر الشيخ، وحسن السبع، وأحمد الملا، وعبدالعزيز اسماعيل، وعبدالرحمن السليمان في التعرف عن قرب على خريطة الإبداع في المملكة، وكان من حسن الحظ أن يوالي خالد اليوسف إرسال كتبه الثمينة بمكان عملي بمدينة دمياط، لأظل على صلة وثيقة بالزخم الإبداعي، وكم من مرة كتبت على صفحتي بـ»الفيس بوك» أثمن الجهد المعرفي الكبير الذي يقوم به صديقي الغالي خالد اليوسف الذي اعتز بصداقته فهو مثل نحلة دؤوب، تفرز العسل الشهي في كل أوقات السنة.