عندما تستعيد اللحظات الخاصة في سجل أيامك تجد أن الأقدار أعدت لك بهجة كلما تتذكرها تنتعش روحك وتعلم وقتها أن الأقدار الجميلة كانت تحتفي بك وتمنحك نفوساً من النفائس التي يتفاخر بها المرء حينما يحصي رصيده الإنساني بالاقتراب من عالم المبدعين المتميزين والإضافة الكبيرة والمهمة التي ارتقى من خلالها، وكما الحلم والدهشة تعرفت ذات صيف بالأديب والباحث خالد اليوسف وما يتميز به من صفاء نفس وقوة بصيرة في مدينة الطائف التي اعتاد قضاء الصيف بها وكنت بصحبة الفنان ناصر الموسى بأحد الجولات الفنية، كانت ابتسامته الخجولة مفتاح قلبه ليحتويك، توقفت قليلا محاولا التمعن في تفاصيل الوجه الذي يمليء صفحات المجلات والصحف، ولم أكتف بتلك اللحظات العابرة للتعارف بل ازدادت مع الأيام جدلاً وصداقة ومحبة، زادها أبا هيثم تواصلاً ومودة ومشاركة لبعض من أنشطته، خاصة دعوته الكريمة للمشاركة في الاحتفالية السنوية بليالي الشعر العربي، أراد أن يمنحني فرصة من خلال المعرض التشكيلي المصاحب للفعاليات، ومن سجاياه الرفيعة الحب العارم بالفن التشكيلي الذي كان بوابته الأولى عندما ذهب للجمعية السعودية للثقافة والفنون للالتحاق بمراسمها، ولكن القلم والكتابة اختطفته من عالم اللون والشكل، ولكننا كسبنا ذائقة فنية ذات إحساس عال.
خالد اليوسف الباحث الدقيق للكتابة وصنوف الإبداع الأدبي من قصة ورواية ومسرح أراد أن يسطر سردية من نوع خاص جدا أطلق عليها - نقاء الطين الأبيض - عرفاناً ومحبة منه لكل من واكب رحلته الإبداعية. تابعت نشاط الأستاذ خالد الراصد للتأليف والنشر، والباحث فيما تم حول المسرح السعودي تأليفاً ونشراً، وكذلك المهتم بالصحافة السعودية تاريخها وتطورها، روحه الطيبة ونفس الابتسامة الودودة لم تتبدل رغم المسؤولية التي تستدعي التنقل والسفر بين معارض الكتب والأندية الأدبية بمناطق المملكة، لكن كانت لقاءاتنا الدورية بمنتدى الموسى أو على الندوات وأنشطة النادي الأدبي بالرياض، وكذلك أبحاثه الانطولوجية والببلوغرافية لحركة التأليف والنشر وكاشفا أيضا لمرآة السرد وصدى الحكاية، والشعر والشعراء في كتابه بيت وشاعر، اليوسف رغم نشاطه في البحث وراء الكتب والكتابة لم يتوقف عن الكتابة الإبداعية ومن رواياته والمجموعات القصصية - المنتهى.. رائحة الأنثى / وديان الإبريزي / نساء البخور / وحشة النهار / مقاطع من حديث البنفسج / يمسك بيدها ويغني / الأصدقاء / امرأة لا تنام / أزمنة الحلم الزجاجي /.
بقيت كلمة أخيرة عن هذا الحب العميق والمتجذر داخل روحه لوطنه ومحيطه العربي ومد جسور المحبة مع عدد ضخم من الأدباء والمبدعين العرب ودعمه الحقيقي للجمال في عالم التشكيل ولعله من أوائل المقتنين لأعمالي التشكيلية، وهذه شهادتي في مبدع وباحث عربي حقيقي وحقيق بنا أن نفتخر به.