كان لي شرف التواصل مع الباحث والمبدع الأستاذ خالد بن أحمد اليوسف والتعاون معه من خلال دورية أذرع الواحات المشمسة التي كانت تصدر في حينه عن جمعية الثقافة والفنون: نادي القصة السعودي، وقد كان سكرتيراً لها. وكان الأخ والصديق خالد بمثابة نافذتي التي تمكنت من خلالها الإطلالة على الأدب السعودي الحديث من خلال ما كان يرفدني به من إصدارات الساحة عامة والنوادي الأدبية التي كانت نشيطة في حينه في مجال النشر كتبا ومجلات في ثمانينيات القرن المنصرم، الأمر الذي أتاح لي إصدار كتابين عن الرواية والقصة القصيرة في المملكة العربية السعودية تم نشرها من خلال نادي الطائف ونادي نجران الأدبيين.
الأستاذ خالد أحمد اليوسف أرشيف حي وذاكرة متوقدة للساحة الأدبية في المملكة في متابعته الدقيقة الواعية والشامل لكل ما يصدر من مطبوعات تخدم الفكر الإنساني توثيقاً وأرشفة وإصدارها سنوياً بين دفتي كتاب، وله فضل الريادة والسبق في إصدار المعاجم والببلوغرافيات التي تلم وتحصر كتابات الكتاب وإبداعات المبدعين كمعجم الإبداع الأدبي في المملكة العربية السعودية في حقل الرواية 2010 وأنطولوجيا القصة القصيرة 2009 وعلى سبيل التمثيل. عمل في أكثر من منبر ثقافي وترك بصماته هناك كمحرر لمجلة عالم الكتب والمجلة العربية وجريدة المسائية ومديراً لمكتبة هيئة الخبراء، إضافة لنتاجاته الإبداعية المتميزة في الرواية والقصة القصيرة كرواية وديان الأبريزي ونساء البخور ووحشة النهار ومجاميعه القصصية مقاطع من حديث البنفسج وأزمنة الحلم الزجاجي وإليك بعض أنحائي وإمرأة لا تنام وغيرها. خالد أحمد اليوسف مبدع مخلص لعمله وقلمه وصداقاته وللساحة الثقافية بشكل عام، وفياً لكل من تعامل معه ولي شرف الاحتفاظ برسائله بخط يده أيام كان التواصل ورقياً وأكثر حميمية. بارك الله في عمره وإبداعه وأبقاه حارساً أميناً على الكلمة الرصينة الهادفة.