خالد اليوسف، علامة مضيئة ونجم فريد في تاريخنا الأدبي، وتحديدا في تاريخ القصة السعودية إبداعا وتوثيقا. فهو قاص وروائي مميز أثرى المكتبة العربية بعدد ليس بقليل من مجاميع قصصية وروايات، وباحثا وراصد للقصة وكتابها في المملكة من خلال عمله التوثيقي الرائع أنطولوجيا القصة السعودية.
عرفت خالد اليوسف أول ما عرفته من خلال مجموعته القصصية «مقاطع من حديث البنفسج» وكانت من ثمرات مرحلة جديدة للقصة السعودية في الثمانينات الميلادية، وهي مرحلة ظهرت فيها أعمال قصصية اعتبرت من التحولات التاريخية للقصة منها «زمن العشق الصاخب لحسن النعمي، «شروخ في وجه الإسفلت»للسالومي، «لا ليلك ليلي ولا أنت أنا» لعبدالعزيز الصقعبي، و»أكذوبة الصمت والدمار» لفهد العتيق.
جيل خالد اليوسف، كما ذكر في أحد لقاءاته الصحفية، هو جيل الثمانينات الميلادية، (فيه أسماء عشقت القصة القصيرة، وكان لها نت الأعمال التي كان لها حضورها المنافس، باقتدار أدبي، وتمكن فني، وإحساس إبداعي، جيل فيه: عبدالحفيظ الشمري، جبريل أبو دية، ليلى الأحيدب، سعود الجراد، خالد خضري، يوسف المحيميد، بدرية البشر، أميمة الخميس، فهد المصبح، أحمد إبراهيم يوسف، عبدالله السحيمي، عبدالرحمن الدرعان، أمجاد محمود رضا، عقيلي الغامدي، عمرو العامري، فاطمة حسين بن طالب، فوزية الجارالله، محمد منصور مدخلي، منيرة الغدير، لطيفة الشعلان، نجوى غرباوي، وفاء الطيب، تركي الناصر السديري، قماشة العليان)، ومن غير اليوسف يستطيع أن يذكر بهذه الدقة حصر أسماء جيله، وهو جيل صنع الدهشة، وجاء بحداثة غيّرت معالم ومفاهيم وأفكار تكونت وتبلورت لتؤثر في حراكنا الثقافي وكتابة القصة.
كان حظ خالد اليوسف أن عمل في الملاحق الثقافية والأدبية في الجزيرة ومسائية الجزيرة، وقد عزز ذلك من تواصله مع الحراك الأدبي وكتاب القصة والشعراء، إضافة إلى تواصله واتصاله بكل الأدباء قصَاص وروائيين وشعراء. كما أنه برز بأن كان من أهم الباحثين الذين تخصصوا في علم الببليوجرافيا الأدبية، وله من الأعمال، تجعله كما ذكرت نجما فريدا، وجعلت منه علامة فارقة في تاريخنا الأدبي والإبداعي، وقد اكتسب خبرته وصنع تجربته في هذا المجال من خلال عمله في الملاحق الأدبية وكان أول عمل له في هذه التجربة مع عالم الكتب حيث قدم أول عمل ببليوجرافي محترف. وتعد أعماله ضمن مشروعه في هذا المجال، يؤكد أحقية من نال من تكريم واحتفاء بأعمال السردية والببليوجرافية، كما اهتم الكثير من النقاد والباحثين بإبداع خالد اليوسف القصصي والروائي، إضافة إلى اهتمامهم بأعماله الببليوجرافية التي تعد من المرجعيات المهمة للقصة السعودية وكتابها.