(خالد بن أحمد اليوسف) من نماذج التدرج العلمي والأدبي والمهني المؤسَّس تأسيسًا راسخًا في الساحة الثقافية السعودية والعربية. وقد عرفت خالدًا في منتصف التسعينيات الهجرية (السبعينيات الميلادية) وهو طالب في المرحلة الثانوية من المعهد العلمي في مدينة الرياض، وكنت معلمًا حديث التخرج في كلية اللغة العربية بالرياض. ولقد كان خالد متعدد المواهب محبًا للقراءة عاشقًا للكتب، وكانت المعاهد العلمية محاضن جادة متخصصة في علوم الشريعة واللغة العربية والعلوم الاجتماعية وأسهمت في إثراء المملكة والعالم الإسلامي بالشرعيين والتربويين واللغويين والإعلاميين والمؤرخين والجغرافيين والأدباء والنقاد، وكانت تحتضن علماء كبارًا فيها وفي الكليات التي ينتقل طلابها إليها. وإضافة إلى البيئة الأسرية الواعية التي ترعرع فيها خالد فقد أفاد من البيئة العلمية والثقافية في المعهد العلمي خصوصاً وفي مدينة الرياض عمومًا. كما أفاد من مشاركته في نشاطات النادي الأدبي في المعهد وفي لجان النشاط وخاض تجربة ثرية في وقت مبكر من عمره المديد - بمشيئة الله. ومما أذكر أنه قام مع زميل له وهما طالبان في المعهد بعمل تحقيق صحفي ميداني عن الآثار في منطقة الجوف شمالي المملكة العربية السعودية عام 1397هـ لمجلة (رسالة المعاهد العلمية) التي كانت تصدر في المعهد وكنت رئيسًا لتحريرها في تلك السنة. وقد نشر ذلك التحقيق في المجلة وفي مجلات أخرى بعد ذلك. ولقد كنت قريبًا من صديقي خالد اليوسف طيلة مسيرته الشخصية والثقافية وسعدت بصداقته الكريمة ووفائه الجم ونتاجه الأدبي والثقافي والمكتبي الوافر الذي تَوَّجَهُ بسلسلة إصدارات رائدة في مجالها. وفق الله أديبنا المثقف الخلوق المنتج خالد بن أحمد اليوسف وأطال عمره وبارك في عمله وجزاه عن وطنه وعن الثقافة والأدب خير الجزاء. وبقدر ما أصبح صديقي خالد اليوسف مصدرًا وثيقًا وراصدًا أمينًا للنتاج العلمي والثقافي والأدبي في وطننا الغالي فهو على المستوى الشخصي من مصادر اعتزازي وفخري.