حينما ننظر إلى الإنتاج التوثيقي الكبير الذي أنجزه الباحث والأديب خالد اليوسف خلال السنوات السابقة، نشعر بالعبء الثقيل الذي تحمله هذا الكاتب وحده من أجل خدمة الأدب السعودي في مجالي القصة والرواية تحديدًا. وفي كل إنجاز أطلع عليه لخالد اليوسف أشعر بمدى الدقة والنظام الصارمين الذي يتبعهما الباحث، وكنت أتصور أن هذا الجهد يصدر عن جهة مؤسسية يعمل بها عدد من الأشخاص، ولكن عندما علمت أن اليوسف يعمل بمفرده، أيقنت أن هناك أعمالاً كبيرة لا يقوم بها سوى الرجال، ولو تشارك معهم أحد ربما تتأرجح المعايير وتختلف الأمزجة ولا يخرج العمل أصلاً إلى النور. وهذا سر من أسرار فشل مؤسسات كبيرة في الأعمال التوثيقية والمعجمية، فأنا أعرف جهة مؤسسية تعمل منذ سنوات بعيدة على إنجاز معجم لغوي لم يصدر حتى الآن.
إضافة إلى جهود اليوسف في المجال التوثيقي للحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من خلال إنجازات عدة حصلت على بعضها، لا يغفل الكاتب عن أعمالة الإبداعية من قصص وروايات، فنراه ما بين الفترة والأخرى يفاجئنا بعمل إبداعي جديد رصين يضاف إلى حديقة الأدب السعودي الفواحة. إن أعمال خالد اليوسف سواء التوثيقية أو الإبداعية علامة مميزة على خارطة الأدب السعودي، وهو يستحق التكريم دائماً في كل محفل وكل ملتقى أدبي.