هناك رموز سعودية كان لهم تأثير كبير في المشهد الثقافي وفي الذاكرة الجمْعية في شؤون الثقافة ببلادنا الغالية، ويتضح - غالبًا - أن هؤلاء الرواد توفرت لهم عناصر السبق الزمني والثقافي وتميز بعضهم بوجود الرافعة الإدارية التي سهّلت لهم الحضور والتأثير.
وأما خالد اليوسف، وهو الذي يتفق المتابعون على النوعية الدقيقة لحضوره في مشهدنا الثقافي، فيمكن وصفه بالسبق والريادة في مسارات عدة، ولعل من أهمها:
* التراكم المستمر في مجال الإبداع السردي منذ قرابة الأربعين عامًا، ولذا تتحول تجربته الإبداعية وتتصاعد بشكل ملاحظ دون انقطاع، مع مسارات متنوعة من القصة إلى القصة القصيرة إلى الرواية.
* الجهود المميزة في التواصل مع الأدباء السعوديين في مختلف مناطق المملكة وخارجها، وتجسير العلاقات الثقافية بطرق راقية.
* القلب النقي في دعم احتياجات الأدباء وتطلعاتهم وفق الممكن من الوسائل لديه، واستخدام علاقاته الجيدة في ذلك، ولي معه مواقف شهدت على ما يتمتع به من حرص ومتابعة لصحة بعض الأدباء واحتياجاتهم المادية.
* المبادرة الدائمة للتواصل مع مختلف المؤسسات الثقافية وعرض استعداده للتعاون، وتقديم الأفكار والرؤى، وهو ما يكرره في أغلب حواراته.
* الانخراط العميق في عدد من المؤسسات الثقافية في مراحل من مسيرته الثقافية، أو القيام عليها كنادي القصة، وريادة أعمالها، وجدولة برامجها، ومساندة الأدباء في نشر إبداعاتهم.
* التنوع المبكر في النشر، ولم يكتف بالورقي، فسبق كثيرين إلى النشر الإبداعي التقني، وأسس موقع (الراصد)، كما نشر في غيره.
* الدعم النوعي لعدد من الباحثين في بعض الجامعات، حتى ليصحّ وصفه بالمشرف المساعد والمساند لعدد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي يقدمها بعض المتخصصين والمتخصصات في السرد السعودي، فأصبح هو المرجع والمصدر في أبحاثهم، مع قيامه بالمساندة في توفير البيانات المختلفة لهم، ودعم تعثراتهم، ثم الإعلان والاحتفاء بمنجزاتهم؛ بل إن عدداً من الأساتذة الجامعيين يحيلون طلابهم إلى مؤلفاته وإليه شخصيًا بهدف تجويد بحوث الطلاب وتحفيزهم إلى الاطلاع على الجديد والبدء من حيث انتهى غيرهم.
* الرصد والتوثيق والمتابعة النوعية للإبداع السعودي، وتكوين الأرشفة الدقيقة، وإصدار الببلوجرافيات المتنوعة في هذا المجال.
أتطلع إلى أن تتولى مؤسسات ثقافية تنمية ما تفرّد أو تخصص به خالد اليوسف لتتحول مجاميعه إلى قواعد بيانات شاملة تنمو باطراد حول مسيرة الأدب السعودي وتحولاته المتعددة. ويظل خالد اليوسف أحد الرموز الثقافية السعودية التي صنعت بصمتها الخاصة وحضورها المتفرد، وهذا التكريم والاحتفاء بهجة في قلب كل محب له ولكل معني بالأدب السعودي.