لها غُصَّةٌ؛ لوْ أنَّ بَعْضَ حَريقِها
يَهُبُّ على القُطْبَيْنِ لاشْتَعَلَ الثَّلْجُ!
مكرَّمةٌ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ، ومَجْدُها
تليدٌ، وذاكَ العيبُ عندَ الذي يَهْجُو!
يُقَطِّعُها الهِجْرانُ، والجَهْلُ، والنَّوَى،
بِأنْصالِ أَهْلِيها! وإن عُوتِبوا لَجُّوا!
وكم يدَّعونَ الحُبَّ يوماً، ونَبْلُهُمْ
مَدَى العامِ تَرْمِيها؛ إلى غيرِها حَجُّوا!
يُرَجُّونَ مِنْ لَمْعِ السرابِ سِقايةً!
فما أتعسَ الراجي! وما أَخْيَبَ المَرْجُو!
وقدْ جَعَلوا يوماً لها، يُخرِجونَها
من الهَجْرِ، بالتغريدِ مِنْ حَوْلِها ضَجُّوا!
فهمْ عَرَبٌ يوماً من العامِ! أُمُّهُمْ
لها الوَصْلُ ذاكَ اليوم، ثُمَّتَ لا تَرْجُو!
ويُغْرقُهم موجُ اللغات، وأَمْرُهم
شَتاتٌ من الأهواءِ، والدربُ معوَجُّ
فما لغةٌ إلا وتُغْنَى بأهلِها،
وهم زَبَدٌ في المَوْجِ، ليسَ لهم نَهْجُ
يَمُوجُونَ، والرَّأْيُ الخَديجُ دليلُهمْ؛
ومَنْ، بهَجِينِ الفِعْلِ والقولِ، قد يَنْجُو؟!
لسانَهمو قَصُّوا، ويَبْغونَ أَلْسُناً!
إذا عَمِيَ الإبْصارُ لا تَنْفَعُ السُّرْجُ!
فلا العلمَ نالوه، ولا عَرَباً بَقُوا!
أَمِنْ بَعْدِ نَخْرِ الجِذْعِ يُنْتَظَرُ النُّضْجُ؟!
خلائطُ لا تَصفو لظَمْأَةِ شاربٍ،
وفَجٌّ هُزالُ النُّطْقِ؛ مَنْ قَلَّدوا مُجُّوا!
** **
- شعر/ تركي الزميلي