سهوب بغدادي
(أبيض وأسود) (جمال ودمامة) (عمار ودمار) (حب و...) أكمل الفراغ السابق.
في حال أجبت تلقائيًا بأن الكره مقابل الحب فإن المقال هذا موجه لك. من هنا، أطرح مفهوم معادلة الأضداد من زاوية بانورامية بهدف إيصال المعنى بشكل أدق. عندما نعطى معادلة كيميائية يجب علينا في بادئ الأمر أن نقوم بوزنها- عدد ذرات العنصر الأول موازية لعدد العنصر الثاني- عندها نتمكن من الحصول على مركب ما أو أكثر من مركب في حال عدم توازي عدد العناصر. بالطبع، سنحصل على ناتج أو منتج في جميع الحالات إلا أن جل المسألة تعتمد على مدى فاعلية المكونات وتناغمها مع بعضها بعضًا لتخرج لنا مكون أساس من كيان أكبر. كلام كيميائي ممل؟ لا أختلف معكم، لطالما واجهت صعوبة في موازنة المعادلات الكيميائية، وأذكر مراراً تساؤلي العميق حول أهمية ومدى تداخل هذا العلم في حياتنا اليومية، في حين أذكر مقولة أستاذة الكيمياء مايسة «الحياة كلها كيمياء» دون أدنى فهم بما تقول. أما الآن، كل شيء يتسم بالمنطق، فلقد أشرقت على مخيلتي تلك الجملة وبالتالي على حياتي بأكملها. الفكرة باختصار العبارة أنك إن أردت أن تسعد فلا بد أن تشقى وإن كنت تريد أن ترى الضوء فيتحتم عليك أن تكون ألفت العتمة لكي تشعر بالفرق الذي يجعل منك «حي»، قد يزج بك في غياهب الظلمات بعد حياتك المشرقة لتعي مصدر وهجك مما سيدفعك للعودة إليه مجددًا أو لضوء أبلج وأقمر. الفارق والفاصل في هذا الموطن (الوعي) بالحالة المشاعرية وتصنيفها، فليس بالضرورة أن يكون الحب ضد الكره، فلماذا لا يكون الحب ضد حب أعظم وأسمى وأسنى؟
(كنت تتسلق جبلاً شاهقًا لسنوات مديدة فلا تستغرب إذا وصلت للقمة التي تتسع لشخص واحد على حده).