الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أبو محمد علم من أعلام الرجال في الأدب والثقافة كما أنه من أبرز أعيان محافظة حريملاء كرماً ومروءة ويتمتع بشخصية جذابة يصادف الرجل وكأنه يعرفه من مدة طويلة. والصفات الحميدة التي قل ما تتوفر جميعها أو أغلبها في الشخص الواحد فإنك تجدها متزاحمة في شخص هذا الأديب الأريب فلله دره من شخصية متميزة.. سميره الكتاب من شعر ونثر ويسبق ذلك لديه في ظني القرآن الكريم والسيرة النبوية.
عمل سنين عديدة المسؤول الأول عن التعليم في حريملاء في مستوياته المختلفة، فأعطى دروساً في التربية والعلاقات الفاضلة مع المعلمين والطلاب وترك العمل متقاعداً والألسن لا تكف عن الثناء عليه والدعاء له. بعد تقاعده منذ أكثر من ثلاثين عاماً نذر جهده ووقته وماله لتدوين ما غفل عنه الكثير على الأقل في محيط منطقته التي يعيش فيها.. فكتب عن سيرة بعض العلماء والأعيان من أبناء المحافظة وغيرهم الذين لم ندركهم، كتب بأسلوب المدقق والمتأني، فقدم معلومات موثقة واطلع القارئ على تاريخ جميل لهؤلاء الرجال، ومن هؤلاء العلماء الذين درس على أيديهم الكثير من طلبة العلم من داخل المحافظة ومن خارجها ومنهم القضاة الذين تولوا القضاء ومنهم الأعيان الذين كان له دور كبير تحت لواء الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في توحيد هذه البلاد الواسعة.
كما كتب عن زملاء له في الدراسة والعمل وهم كثيرون كما كتب عن الأمراء والوزراء فأبان عن نفس كريمة جمعت من صفات الوفاء والحب للجميع الشيء الكثير.
كان (حفظه الله) صديقاً للجميع أحياءً فكتب مراثي فيهم أمواتاً إذ لم يصله خبر وفاة رجل أو امرأة إلا بادر بتسجيل رثاء فيهم.. ويصدر الرثاء بعنوان جميل فيه عزاء كبير لذوي الفقيد ثم يذكر محاسنه وصولاته وجولاته في شبابه وكهولته ومشيبه فيقف القارئ على معلومات عن هذا الشخص من الصعب الوقوف عليها لو عدم هذا القلم السيّال من هذا الأستاذ الفاضل إضافة إلى ذلك ما اشتملت عليه هذه المدونات من أدب رفيع وأسلوب راق واختيارات جميلة من الشعر والنثر والأمثال.
أنا شخصياً وأحسب أناساً آخرين كثر استفدت واستفادوا كثيراً واستمتعت واستمتعوا كثيراً مما سطره قلم هذا الأديب الماهر.
أكتب هذه الكلمات وبين يدي الإصدار الخامس من «فقد ورثاء» الذي استهله بالكتابة عن والد الجميع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- «سيرة عطرة وكفاح وإصلاح» وختمه بكلمة رثاء في والدي عبدالعزيز -رحمه الله-. شكر الله لهذا الأخ الكبير والصديق الوفي ما قام به من عمل جبار.. وأسأل الله سبحانه وتعالى له دوام الصحة والعمر المديد لنتلقى جميعاً من عطائه الغزير دروساً في الوفاء والحب، وننهل من أسلوبه الراقي ألواناً من الأدب الرفيع.
وفق الله الجميع لكل خير،،،