زكية إبراهيم الحجي
يلعب بالنار ويتجاهل الواقع.. يمارس دوره الشرير ويهدد بنشر الارهاب إذا لم يمر السلام في ليبيا عبر تركيا.. رجل يحلم أحلاماً عصفورية وذلك ليس بمستغرب فعلى خطى أجداده العثمانيين المستعمرين يسير ويتصرف.. لكن البيادق المريضة بجنون العظمة ستوجعها مباضع جراحي أحفاد عمر المختار وستنتظرهم توابيت خشبية لتردهم من حيث جاءوا. إن الجرائم والانتهاكات «الأردوغانية» والحملات المسعورة.. والأطماع المبنية على أوهام يدور فلكُها حول إحياء امبراطورية بادت واندثرت بعد أن تذوقت مُرَّ الهزائم وأصابها ما أصابها من لعنات شعوب وقعت تحت سيطرتها واستبدادها.. كل ذلك جعل من الأغا التركي المعتوه «أردوغان» لا يتعلم من دروس ماضي أجداده المهزومين فيضرب عرض الحائط كل القرارات الدولية التي تؤكد دوماً على احترام أرض وسيادة الدول واستقرارها حركات زئبقية مشبوهة لا تستقر ومغامرات سياسية وعسكرية مستفزة يمارسها «الديكتاتور التركي» منذ أن سمح لنفسه بالتدخل في شئون دول الجوار وأن يحول بلاده إلى ملاذ وقاعدة لانطلاق آلاف الإرهابيين وسعيه لفرض أجنداته ومخططاته والتسويق لها في المنابر الدولية بمسوغات ومزاعم لا تمت للواقع بأي صلة وإنما نزولاً لأطماعه الاقتصادية الهادفة لسرقة خيرات الشعوب العربية والاستيلاء على مقدرات أوطانهم،
ومع تعدد جبهات القتال والاستنزاف التي فتحها حفيد العثمانيين المستعمرين مع دول الجوار تبقى شهيته مفتوحة لطعم تفاحة حمراء كتلك التي كان يتلذذ بطعمها السلطان العثماني «محمد الفاتح» عندما اتكأ محبوراً سعيداً على ضفاف «البوسفور» بعد أن احتل «القسطنطينية» وما أشبه اليوم بالأمس فالتفاحة العثمانية الحمراء تداعب خيال أردوغان ويحلم بقطفها من الأرض العربية الليبية
والعجب كل العجب أن يدَّعي الأغا التركي أن ليبيا ليست جارة لمصر فإذا كان هناك من يزور التاريخ ويُلغي الخطوط الجغرافية فللأسف فإن أردوغان أبرزهم.. فالخريطة الجغرافية تبين وبكل وضوح أن ليبيا تقع مابين البحر المتوسط شمالاً ومصر شرقاً بمعنى أن ليبيا لا تتماس جغرافياً مع تركيا نهائياً.. أما تاريخياً فإن سجلاته تذكر بأن الغزو الإيطالي لليبيا كان عام 1911م وفي فترة الاحتلال الإيطالي كان لمصر دور تاريخي بارز في إيواء الليبيين الفارين من بطش الغزو الإيطالي.. موقف جسد مدى الترابط والتلاحم بين شعب ليبيا وشعب مصر.. ودعم من مصر لقضيتهم في مقارعة الاحتلال الإيطالي لقد انكشف الوجه القبيح لأردوغان تجاه العرب وثرواتهم.. فتحركاته داخل الساحة الليبية بخطوط متوازية مع تحركاته في دولة سوريا والصومال وغيرها لا يقتصر فقط على تحقيق التوغل الاقتصادي بل تمكين الجماعات المتطرفة من زعزعة الاستقرار وتقويض دول الجوار الجغرافي بغية تنفيذ أجندته الخاصة بالتوسع تحت ما أسماه مظلة العثمانية الجديدة.