ميسون أبو بكر
بينما ينتفض الشارع الأمريكي وبعض المنصات الإعلامية الأمريكية التي تقودها أجندات مغرضة بالإصرار على المضي قُدمًا بمحاكمة ترامب التي تتأرجح بين مؤيد ومعارض لعزله، فإن الرئيس الأمريكي الذي لُقب بـ»رجل دافوس» يمضي إلى دافوس (المنتدى الاقتصادي العالمي) بثقة مخالفًا كل التنبؤات بعدم حضوره، والإرهاصات الناجمة عن مكيدة عزله، مستعرضًا إنجازه الاقتصادي الذي مكَّنه من أن يحضر على المنصة العالمية بثقة وكالطاووس بعد تغيُّبه العام الماضي وعدد من قادة العالم عن دافوس 2019 بسبب أزمات داخلية، واجهتها بلادهم.
ترامب اتخذ من الانتعاش الاقتصادي الأمريكي منطلقًا له في كلمته المنبرية التي احتشد لها المئات قبل ساعات للحظوة بدخول القاعة، والاستماع للرئيس الأمريكي. وأكد أن مصلحة المواطن الأمريكي نصب عينيه في كل قراراته التي يتخذها، وتهدف لتحسين وضعه. واعتبر عهده دلالة واضحة على انتعاش الاقتصاد الأمريكي، التي كان آخرها الاتفاقيتَين التجاريتَين اللتين أنجزهما قبل أيام من دافوس.
ترامب الذي يواجه حروبًا من بنادق مسددة نحوه من كل صوب، سواء الهجوم والترصد الشرس للديمقراطيين ومحاولاتهم الحثيثة لعزله وتسخير وسائل الإعلام التي يريبني عداؤها الشرس، وأعتبرها مأجورة لجهات لا تسعى لمصلحة بلادها، التي قال عنها ترامب إن محاكمته «مجرد إجراء زائف، وإنها مطاردة شعواء مستمرة منذ سنوات»، ووصفها بالمشينة، أو تلك التي شنتها ضده قبل أعوام السويدية المراهقة غريتا ثومبيرغ الناشطة في البيئة، التي وصفها ترامب ومَن معها بأنبياء الشؤم؛ لأنهم يتنبؤون بنهاية العالم، كما وصفهم بـ»ورثة عرّافي الأمس الحمقى»، وهو وصف أتقبله إن نظرتَ لجديته وجهده في مجال الاقتصاد مهرولاً في عجلة الحياة غير، ملتفت لكل المعوقات، سواء الحقيقية أو تلك التي يبالغ بها البعض، وتدعو للتشاؤم.
بينما كان دافوس يعقد بين ثلوج سويسرا، ويشارك فيه مختصون في الاقتصاد السعودي، ناقشوا مستقبل التوظيف، وتمكين المرأة، وفسح المجال للشباب، واستغلال التقنية، وكذلك التحضير لقمة العشرين المقامة في الرياض هذا العام؛ إذ أعلن رئيس منتدى دافوس حماسه للاجتماع في قمة العشرين في الرياض الأشهر القادمة لبحت التحديات، ومناقشة الفرص الاقتصادية، كان يوازيه انعقاد منتدى الرياض الاقتصادي في أجواء دافئة، ناقش في ندواته استشراف وظائف المستقبل، وانخفاض مستوى البطالة في المملكة إلى 12%. كذلك المؤتمر السعودي للاستثمار الفندقي الذي أكد مشاركون فيه أن السعودية حققت قفزات نوعية في إنعاش الاقتصاد الفندقي، واقتربت من صدارة لائحة إحدى أهم الواجهات الفندقية على مستوى العالم، مع البدء بالعمل بالتأشيرة السياحية ومشاريع الترفيه.
هذه هي الحياة التي يقودها مقاتلون أقوياء، يتحدون الصعاب، ويواجهونها بهمم عالية، تأبى الاستسلام لعرَّافي الشؤم.