كتب - منصور عثمان الزهراني:
رؤية صانع التغيير الأمير محمد بن سلمان أفق وميدان واسع للإبداع والتطوير، يتنافس كل صاحب إرادة على تقديم ما لديه.
ولم يكن تركي الشبانة وزيرًا يضع قلمه على طاولة وزارة الإعلام، بل هو إعلامي مميز، ترتقي بعملانيته وإبداعه كل المعالي، أخذ على كتفه تحقيق حلم الإعلاميين في المملكة، وغرس بذرة النماء على أديم أرضهم الثابتة، لتكون قفزة الفكرة أكثر قوة وصلابة لبدء تحقيق هذا الحلم.
محفز وباذل ومتابع ليثبت في سواعدنا أجنحة تطير بنا حدودنا السماء، أمن بالناعم من قوة والحيوي من خطوة، وتجاوز بنا مضمار الركض المحدود، ودفع بنا غمار المساحة الأرحب، مملكة رسم منهجها ملك وابن ملك، من كل هذا لم تنته الرؤية والطريق ما زال متسعًا للكثير من حروف النداء، (الهمزة) للقريب والـ(يا) للبعيد وجملة المعرفة الأولى لكل من أراد اليقين، في الإعلام القادم بوضوح الرؤية. من كل هذا أصبح لمنتدى الإعلام السعودي بوصلة أفضت به محلقًا في عوالم رقمية، زاده بشر وآراء وفضاء، فمن فكرة أولى في أروقة هيئة الصحفيين السعوديين بقيادة ربانها المعلم القدير ورئيس رؤساء التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك ومجلس إدارته من الأساتذة النابهين القادرين على الكمال.
قلت: من فكرة إلى عمل ميداني تسارع الإعلاميون لإنجازه، وكان فارس الفكرة - الحلم رئيس المنتدى والجائزة محمد بن فهد الحارثي (الصحفي العريق ورئيس تحرير ثلاث مجلات عربية وصاحب برنامج تفاعلي في التلفزيون) الذي رسم الخريطة في أذهاننا مؤمنًا بالحوار والاتفاق وكذلك الاختلاف لينضج مشروعنا، ساهرًا على تفاصيل تحقيقه يعمل على مدار الساعات. وبكل انشغالاته يشغلنا بحرصه ونشغله بالأسئلة يقاسمنا التعب، ونقتسم معه رغيف العمل، فصناعة الإعلام تتوالد فيها الوسائل بشكل سريع لتجعلنا نحن المشتغلين بالإعلام في تحدٍ دائم لمواكبة هذه المستجدات والتعرف على المنصات المولودة، والتي تحمل سمات وبصمات عالم رقمي غير متناهٍ، وكذلك الانتباه والإصغاء والتعلم من التجارب الناجحة، على المستويات العالمية، لذا كانت البوصلة تتجه لاستقطاب الخبراء والقادة البارزين والمؤثرين في صناعة الإعلام في العالم ليقين بأن ما لا تعرفه يجدر بك معرفته، وأن العالم أصبح يختبئ في جيبك ليفضح كل ما حولك، وأن كل تجربة تمنح الإعلامي نافذة «وعي يد»، تجعله أقرب إلى المُستهدف من رسالته، وهذا ما حفّز منتدى الإعلام السعودي أن يكرس عددًا من الجلسات لمناقشة هذه العوالم والدخول في صلب جيناتها «المتراصة والمصفوفة المعقدة» واستخلاص النتائج اليقينية بالتعامل معها عن سابق معرفة وتبصُّر. إذ إن الدول والمنظمات جعلت من هذه المنصات أدوات لبث رؤاها ورؤيتها، وملأت الفضاء بالأفكار والمعلومات والقيم، كذلك استخدامها كقوة ناعمة للترويج لمشروعاتها. الطريق إلى الجنة محفوف بالمخاطر.
ولأن أدوات الشر لا تألو جهدًا في استثمار كل تقنية وكل وسيلة لبث شرورها وترويج قيم الخراب والتدمير والإرهاب، كان لزامًا علينا مواجهة ذلك بالمعرفة وتكوين رأي صارم تجاه مقاومة كل ما يهدد سلامة الإنسان أينما وُجِد وسلامة تفكيره في كل بقاع الكون، ليفرد المنتدى مساحات للخبراء وأصحاب الرأي في جلساته «التي تجاوزت الخمسين»، لفضح تلك الدول والمنظمات الداعمة لخلط الأوراق والتشويش على الإنسان العربي، وكذلك الغربي بأخبار ومعلومات خبيثة ومتقنة لتمرير رسائلهم، وتحقيق أهدافهم المتصلة بشكل مباشر وغير مباشر بالإرهاب فكريًا ووجوديًا. لتصبح الحاجة ملحة إلى تطوير المحتوى والإعلام العابر للقارات ودعم التأثير الذي يحققه لصالح طمأنينة الإنسان ومؤازرته بالحقيقي من المفاهيم والرسائل وعدم تركه نهبًا للأنباء الكاذبة والمعلومات المضللة، ولتكون المعادلة أكثر نضجًا شكَّل الحارثي مجموعة لجان واستشاريين من بيوتات الخبرة والجامعات، ليحضر الدكتور عبدالله الحمود رئيسًا للجنة المنظمة بذهن متقد وحماس أكاديمي يركض بين قاعتين من درس وإنجاز متابعاته اليومية تجعل الطريق إلى الاكتمال آمنًا ليختار فريقًا من الشباب والشابات السعوديين، كل يضع النجاح هدفًا والعمل المتلاحق قيمة أخلاقية مضافة وكان الجائزة. ولتحفيز الإعلامي السعودي والعربي العامل في مؤسساتنا الإعلامية، كانت جائزة الإعلام السعودي تسجل حضورها من خلال مجلس إدارة من رواد ومبدعي الإعلام في المملكة والوطن العربي، لتضع اثنتي عشرة جائزة للإعلام المرئي والمقروء والمسموع. وكذلك امتدت الجائزة لتشمل التطبيقات الرقمية وريادة الأعمال وتشكل من أجل ذلك أكثر من ستين مُحكمًا سعوديًا وعربيًا، من خيرة الإعلاميين والمتخصصين في مجالات الجائزة، التي شكلت قيمة مضافة للمنتدى وللإعلام والإعلاميين، وإعادة وهج حماسهم وشجعت القادمين للموسم الثاني بأفضل الأعمال وأكثرها جودة، مما ينعكس على تطوير المحتوى والعناية والدقة في بثّه. وتصدر رئاسة لجنة جائزة الإعلام السعودي الأكاديمي والكاتب وعضو مجلس الشورى الدكتور فائز الشهري، إِذ وضع البروتوكول المنهجي للجائزة على طاولة البحث مخصصًا جهدًا للمتابعة وآخر للحفاظ على سرية الترشيحات بفريق من الزملاء الإعلاميين والسكرتارية الخاصة بذلك اليوم وبعد نجاح النسخة الأولى. نقول: لم ينته منتدى الإعلام السعودي، إنه الآن بدأ محلقًا في فضاء يحمل اسمأغلى بلد لتكون الرياض عاصمة القرار السياسي وعاصمة الإعلام والثقافة والترفيه والتحولات الـ«مذهلة». ولتحقيق هذه الرؤية كان لزامًا أن يكون المنتدى متوازنًا مع انطلاق روح المملكة الجديدة التي أشرعت أبوابها لتحضن العالم وتمنحه دفء المكان والزمان.