عثمان أبوبكر مالي
مهمة صعبة جدًّا، ومواجهة قوية للغاية، تنتظر منتخبنا الأولمبي لكرة القدم ظُهر اليوم الأربعاء في مباراته أمام منتخب أوزبكستان بعد وصول المنتخبين إلى مرحلة نصف النهائي (بطولة كأس الأمم الآسيوية تحت 23 عامًا)، وذلك في العاصمة التايلاندية بانكوك.
يعمل المنتخبان القويان على الظفر بنتيجة المباراة لتتويج مشوارَيْهما الموفَّقَيْن في البطولة بالوصول إلى النهائي الكبير، ولضمان الحصول على بطاقة التأهل إلى (أولمبياد طوكيو2020) مباشرة بغض النظر عن المحصلة والنتيجة النهائية للبطولة، وإن كان الفريق الفائز بمباراة اليوم سيكون صاحب حظوة وفرصة كبيرتَيْن في جمع الغنيمتَيْن معًا: بطاقة التأهل وكأس البطولة.
المنتخب الأوزبكي الذي ظهر في البطولة بأداء قوي ومستوى عالٍ (تكنيكيًّا وتكتيكيًّا) حل ثانيًا في مجموعته خلف منتخب كوريا الجنوبية؛ إذ خسر لقاء المنتخبين بنتيجة 1/ 2، وتأهل على حساب الصين بفارق الأهداف (تعادلا في مواجهتهما). وهذا المنتخب هو حامل لقب البطولة في نسختها الماضية التي أقيمت في الصين عام 2018م، وهو امتداد للمنتخب نفسه الذي فاجأ آسيا في تلك البطولة وحقق اللقب، ويضم في قائمته الحالية قرابة عشرة لاعبين من الفريق نفسه الذي حصد اللقب، الذي يلعب مع بعضه سوية منذ خمس سنوات على الأقل. ويسعى المنتخب المتطور إلى التأهل لأول مرة في تاريخه إلى الأولمبياد؛ لذلك سيرمي بثقله في المباراة بحثًا عن الفوز بها؛ فذلك يضمن له التأهل مباشرة.
في المقابل قدّم الأخضر الأولمبي مباريات قوية ومستويات جيدة خلال مشواره في البطولة، وظهر من أول مباراة (أمام اليابان) بوصفه واحدًا من أقوى وأفضل الفرق، وتمكن من تصدُّر مجموعته بجدارة، وقدَّم في مباراة نصف النهائي أمام منتخب تايلاند (البلد المستضيف) أفضل مستوياته. ورغم فوزه بهدف يتيم (من ضربة جزاء) إلا أنه أهدر فرصًا كثيرة خلال مجريات المباراة. ويسعى الأخضر السعودي هو الآخر إلى الحصول على بطاقة التأهل مباشرة للوصول إلى الأولمبياد للمرة الثالثة في تاريخه، وهو هدفه الأكبر والرئيس، ويملك الأدوات والعناصر التي تؤهله لتجاوز منافسه الشرس، ويمتاز بقدرة كبيرة لدى مدربه على تنويع اللعب، والاستفادة من جاهزية وخبرة معظم عناصره، وتنفيذ المطلوب منهم. واكتسب اللاعبون خلال المباريات الأربع الماضية في البطولة جرعات كافية من الثقة والانسجام والتفاهم. وحتمًا سيرمي مدربه (القدير) بثقله في المباراة بحثًا عن الفوز، وضمان بطاقة التأهل، خاصة أنه سيدخل المباراة بكامل أسمائه وقوته وجاهزيتهم، وعدم إضاعة فرصة تحقيق (الوصول الثالث) إلى الأولمبياد بفريق صنع بعناية ليكون ـ بإذن الله تعالى ـ ضمن كوكبة المنتخبات العالمية التي ستزف في اليابان.
كلام مشفر
* الفوز اليوم - بإذن الله - يعني الوصول الثالث لأخضر تحت 23 عامًا إلى الأولمبياد بعد أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984م، وأولمبياد أطلانطا عام 1996م، وكان ذلك آخر حضور سعودي في الأولمبياد.
* عنصر المفاجأة سلاح قوي، ومن الأدوات المهمة التي يمتلكها الأولمبي السعودي في مباراة اليوم بيد مدربه الوطني (القدير) سعد الشهري، خاصة في خط المقدمة لوجود أكثر من اسم يمكن اللعب به في الأداء الأمامي للمنتخب، وأيضًا في مركز رأس الحربة، سواء شارك بلاعب واحد، أو اعتمد على تشكيل ثنائي بوجود لاعبين خطيرين، وتحديدًا الثنائي فراس البريكان وعبدالله الحمدان.
* المنتخب الأوزبكي تطور كثيرًا، ويعتمد مدربه الصربي (ليوبينكودرو لوفيتش) على طريقة اللعب الضاغط في نصف ملعب الفريق المنافس، ويمتاز لاعبوه بالسرعة واللياقة والانسجام، وفهمهم بعضهم بعضًا. وتجلى في مباراة ربع النهائي أمام منتخب الإمارات عندما اكتسحه بأكبر نتيجة في التصفيات، كانت خماسية غير متوقعة.
* يعد دفاع منتخبنا الأفضل في البطولة حتى الآن، ويعد منتخب أوزبكستان الأفضل هجومًا في البطولة بفضل نتيجته الكبيرة في ربع النهائي. ولم يخسر الأخضر في البطولة - والحمد لله -، وفي المقابل خسر المنتخب الأوزبكي مباراته في دور المجموعات أمام منتخب كوريا الجنوبية.
* المواجهة الثانية في نصف النهائي تجمع بين المنتخب الكوري الجنوبي والمنتخب الأسترالي. الكوري هو المنتخب الوحيد الذي جمع (العلامة الكاملة) في مشواره في دور المجموعات رغم قوة المجموعة التي ضمت إلى جانبه منتخبات (الصين وإيران وأوزبكستان)، والأسترالي تصدر أيضًا مجموعته بفوز واحد وتعادلين، ونتائج مجموعته كانت متواضعة.
* ستضمن آسيا مشاركة ثلاثة منتخبات قوية من المنتخبات الأربعة التي ستتأهل من البطولة إلى الأولمبياد القادم، إضافة إلى المنتخب الياباني (المستضيف)، وبإذن الله سيكون الأخضر في مقدمتها.