د.عبدالعزيز الجار الله
تظاهرات لا تتوقف، وأحداث ساخنة أيضًا لا تتوقف في: اليمن وإيران والعراق وسوريا ولبنان، وهي مرشحة في تركيا بأن يكون تحركًا شعبيًّا ضد سياسات أنقرة أو بسبب البطء التنموي والاقتصادي في تركيا. كان عام 1979م عامًا غير سعيد لهذه الدول بظهور ثورة الملالي في طهران، وإعلان تصدير الثورة الشيعية والمد المذهبي. وخلال (40) سنة دُمِّرت هذه الدول. كان يمكن أن تحترق إيران وحدها، وتأكل نفسها، أو أنها تمتد شرقًا إلى دول آسيا الوسطى، خاصة أن الدولة الأم لدول آسيا الوسطى (الاتحاد السوفييتي السابق) كان يعيش الإرهاصات الأولى لتفكك الاتحاد عام 1985م قبل أن يكون رسميًّا عام 1991م، وتصبح روسيا دولة بلا اتحاد ولا جمهوريات، لكن إيران كانت مصممة على اجتياز الشاطئ الغربي للخليج العربي للوصول لدول الساحل الغربي للخليج لغرضين، هما:
- احتلال شريط ساحلي عربي يقابل الأحواز في البحر واليابسة كما احتلت إمارة الأحواز العربية عام 1925م الممتدة تاريخيًّا من مضيق هرمز جنوبًا حتى بلاد الأكراد شمالاً بمساحة تاريخية نحو (500) كيلومتر مربع لتداخُل أراضي الأحواز مع أراضي الأكراد شمالاً.
- احتلال جزر ساحلية في الخليج العربي مثل احتلال الجزر الإماراتية الثلاث عام 1972م، ومحاولة احتلال شط العرب العراقي والفاو في الحرب الإيرانية - العراقية بين أعوام 1980 / 1988م.
لذا خسرت إيران الحرب والخطط، وقد جرَّت معها تركيا ودولاً فاشلة سياسيًّا: اليمن والعراق وسوريا ولبنان؛ لأن هذه الدول انساقت وراء إيران التي رأت هي وتركيا أن الربيع العربي عام 2010 الوقت المناسب للانقضاض على العرب، وكسر التنافس الشعوبي لصالح الفرس والأتراك، وتعطيل العرب سنوات.
الأحداث غيَّرت مجراها من بداية الربيع العربي حتى الآن؛ إذ تحولت إيران إلى دولة محاصَرة سياسيًّا واقتصاديًّا، وتركيا دولة غير مرحَّب بها وغير مرغوبة من الدول المحيطة بها من أوروبا ودول الاتحاد، ومن العرب، ومن القوميات الكردية.