فهد بن جليد
رغم كل الإجراءات والخطوات التي اتخذتها وفرضتها مشكورة وزارة التجارة والاستثمار للحد من التخفيضات الوهمية، وكشف التلاعب فيها، شعرتُ في الأيام الماضية بأننا عُدنا للمربع الأول مع كثرة الشكاوى من نفاد الكميات المخفضة من الأدوات والمستلزمات المدرسية، التي تم إعلانها بطريقة جاذبة ومغرية مع احتياج الأسر وعودة الطلاب للمدارس، بالتركيز على أصناف محددة، وطرحها بأسعار مغرية جدًّا؛ لتكون محور التخفيض أو العرض، ولكن للأسف كمياتها (قليلة جدًّا)، ولا تكاد تذكر، في حيلة واضحة يمكن القضاء عليها لو ألزمت الوزارة المحال بالإفصاح عن أعداد وكميات الأصناف المطروحة للتخفيض منعًا لاستغلال طرح كميات محدودة بأسعار رخيصة وتخفيضات هائلة، وكأن أسعار هذه الأصناف هي (السنارة) التي تلتقط الزبون؛ ليُفاجَأ بأن الإعلان كان وهميًّا؛ لأن الكمية المطروحة للتخفيض نفدت بسبب قِلَّتها. وقد أرسل لي كثيرون عن الإحراج الذي عاشوه مع أطفالهم في تلك المحال؛ وهو ما اضطرهم لإتمام عملية الشراء من هناك رغم عدم اقتناعهم بالأسعار، وخصوصًا مع التكاسل للذهاب إلى مكان آخر. فكيف يمكن وصف هذه الحيلة والمشهد؟
إعلان أعداد وكميات البضائع المخفضة حق مهدر للمستهلك، وثغرة يستغلها التجار للتخفيضات الوهمية، أرجو أن تواجهها الجهات المعنية بالحفاظ على حقوق المستهلك بحزم، وتغلق هذا الباب الذي جعل المستهلك ضحية للتلاعب والغش بتخفيضات هائلة على أصناف محددة، بعضها يصل إلى 80 في المئة، وهو أمر غير معقول وغير منطقي، وفيه شبهة غش وتدليس، يجب التأكد منها إذا كانت الكميات المطروحة (قليلة جدًّا)، والإعلان مستمرًّا، والتركيز على أسعار تلك الأصناف المغرية؛ ما ينتفي معه (حُسن النية)؛ فهو تلاعب واضح؛ يجب مواجهته والقضاء عليه.
الإفصاح بشفافية عن كميات الأصناف هو الحلقة المفقودة في سلسلة وخطوات وإجراءات القضاء على التخفيضات الوهمية، وهو ما أود لفت الانتباه إليه في هذا المقال. فلو نجحنا في إلزام التاجر بالإفصاح عن كميات وأعداد البضائع المطروحة للبيع ضمن (الحملات الترويجية والتخفيضات) سنحد من التلاعب الذي ربما وقعتُ أنا وأنت ضحية له، بعبارة (نفدت الكمية). وهي خطوة أرجو أن تساعد في تحجيم وضع التخفيضات الوهمية، وتضع حدًّا لاستغلال حاجة الناس ونهم الشراء لديهم لجعل التخفيضات أكثر شفافة وأكثر مصداقية. فعندما يعلم المستهلك بحجم وكمية الأصناف المخفضة سيحسبها بالشكل الصحيح، ويتخذ القرار المناسب وهو مدرك للأمر دون تغرير أو كذب أو خداع.
وعلى دروب الخير نلتقي.