د. محمد عبدالله الخازم
مقال اليوم فكرته ليست حديثة، فالإدارة يكتب فيها الكثيرون ولها خبراؤها وتلامذتها ومنظّروها، ونحن مجرد كتاب نطرح الفكرة التي تروق لنا دون اعتداء على علوم وتخصصات الآخرين. نظرية إدارة المواقف التي طورها كل من Ken Blanchard وPaul Hersey في الستينيات، تعتمد على مبدأ اختلاف القدرات والمهارات وتصنيف العاملين في المنظمة إلى أربع فئات وبالتالي احتياجنا للتعامل مع الموظف أو الموقف أو المهمة التي نوكلها للموظف، حسب قدراته ومهاراته واستعداده، وذلك وفق طريقة أو أكثر من الطرق الأربع التالية:
* الإدارة أو التوجيه المباشر فيما يفعله الموظف؛ ويناسب ذلك الموظف محدود المهارات والمحتاج دوماً إلى إخباره أو توجيهه بما يعمل وتقييمه بشكل مستمر لأداء المهام المنوطة به.
* التدريب أو القيام بدور المدرب، ليس بالضرورة عقد حلقات تدريبية بقدر ما يعني أن الموظف لديه بعض المهارات القابلة للتطور والتحسن متى ما أعطي مزيداً من الوقت في مجال تدريبه وتهيئته للقيام بالعمل الموكل إليه...
* الدعم وغالباً ما يكون الدعم لأولئك الذين يحملون الفكرة لكنهم بحاجة إلى دعم ومساندة في التنفيذ. هؤلاء الأشخاص يرون أحياناً بأنهم غير جاهزين لأداء المهمة لكن بقليل من الدعم وتوفير المرجعية يمكنهم الأداء بشكل جيد.
* مشاركة الرأي والتغذية الراجعة ويكون لأولئك الواضحة لديهم الفكرة والممتلكين للمهارات اللازمة للتنفيذ. هؤلاء في داخلهم لا يرون أنفسهم مجرد موظفين بل شركاء في أداء المهام المناطة بهم.
هنا يتم التعامل مع الموظف بناء على المهمة المطلوبة كما تتاح مساحة من التعامل مع الموظفين بطرق مختلفة بناء على مهاراتهم وقدراتهم ذات العلاقة بالمهمة، بل يمكن معاملة الموظف بأكثر من طريقة حسب المهمة المطلوب أداؤها فحينما يكون متقناً لمهمة ما فيمكن تفويضه لكن المهمة الثانية التي لا يتقنها جيداً يمكن دعمه أو تدريبه أو توجيهه مباشرة. المطلوب في النهاية هو تحويل الموظف من شخص يعتمد على مديره في كل عمل يقوم به، إلى شخص يحتاج توجيهاً ودعماً أقل، ثم إلى موظف يجيد ما يعمل ويريد فقط التفويض والصلاحية الكافية.
بعض المديرين لا يجيدون هذا التنقل في مستوى التعامل مع الموظف، فتجدهم يعاملون الجميع بنفس الوتيرة أو الطريقة، أو حتى يعاملون الموظف الواحد بنفس الطريقة في كافة المواقف والمهام. فعلى سبيل المثال تجد بعض المديرين يتوقع من موظفيه أداء ما يريد مباشرة دون أن يدربهم على طريقته التي يريد أو طريقة أداء العمل المفترضة ثم بعد ذلك يتذمر بأنهم ليسوا أهلا للتفويض. العكس موجود كذلك، بعض المديرين يتعود على التعامل مع الجميع وكأنهم غير متمكنين من أداء ما هو موكل إليهم أداؤه، فيحرص على التوجيه في كل صغيرة وكبيرة بشكل يتعبه ويتعب الآخرين. بعض المديرين لا يفهم اختلاف المستويات العلمية والتخصصات والثقافة وغيرها للموظفين العاملين بالمنظمة فيعامل الجميع وفق خلفيته فقط أو وفق نمطية واحدة وهذا يقود إلى عدم فهم قدراتهم..
أيها المديرون ادرسوا موظفيكم جيداً واختاروا الطريقة المناسبة للتعامل مع كل منهم. لا تقتلوا الطموحات والكفاءات الخلاقة في منظماتكم بعدم استيعابكم قدراتهم...