م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. البصر هو المهيمن على كل ما يختزنه العقل الباطن.. من هنا فإن مظهر الإنسان، وملامح وجهه، وحجم جسمه، وحركته في مشيته ووقوفه، واستخدامه يديه وعينيه، وطريقة جلوسه وحديثه، هي التي تخزن في العقل الباطن للأشخاص الذين تقابلهم وتجتمع بهم.. وهي التي تؤثر في الحكم عليك مع كل مَن تواجههم.
2. الصور التي يصدرها العقل الباطن للآخرين هي بالأهمية ذاتها للصور التي يصدرها الآخرون ويلتقطها عقلك الباطن.. وبقدر ما يصدر عقلك الباطن الأحكام على الآخرين فإن عقول الآخرين الباطنة هي التي تصدر الحكم عليك أيضًا.
3. يمكن قراءة العقل الباطن من خلال الحدس والتوقعات عن طريق قراءة الآخرين من خلال تصرفاتهم اللاإرادية التي تتحكم فيها عقولهم الباطنة.
4. يقول الدارسون إن الإنسان حينما يلتقي بآخر أو آخرين فهو يُجري نوعين من المحادثات: الأولى منطوقة، وهي التي يجريها العقل الواعي. والثانية غير منطوقة، وهي التي يجريها العقل الباطن. المحادثة المنطوقة يكون فيها محتوى نصي محدد. أما غير المنطوقة فيكون فيها محتوى وصفي مبني على صورة. هذه الصورة يتم رؤيتها وفق إطار صنعته البيئة والتجربة، ووفق زاوية رؤية، تتفق مع الوضع القائم. والمحادثة الناجحة هي التي تتوافق فيها المحادثة الواعية مع الباطنة. أما إذا تضاربتا فهنا يكون الحدس هو سيد الموقف في الحكم والقرار.
5. من الأخطاء السائدة أن ترى المحادثة الباطنة مجرد مساندة للمحادثة الواعية المنطوقة.. لذلك فإن حركة أيدينا وتعابير وجوهنا تكون تلقائية مع الحديث المنطوق، ولا ننتبه إلى أنها أحيانًا تناقض أو تعارض أو تقلل من معناه.. وهنا يكمن الفشل في عملية الاتصال.
6. حينما نجتمع بالآخرين نبدأ عادة بالاتصال الباطن.. فنحن نراهم أولاً، ثم نصافحهم، ثم نتبادل الأحاديث الجانبية الودية معهم، وأخيرًا نتحدث في موضوعنا.. ونكون حينها قد أصدرنا حكمنا الأوليّ.. الذي ننتظر أن نؤكده أو ننفيه من خلال مرحلة المحادثة الواعية المنطوقة.. إذًا العقل الباطن هو صاحب الحضور الأول في علاقاتنا ببعضنا البعض.. وهو الذي يشترك مع العقل الواعي خلال مرحلة المحادثة المنطوقة في فك تشفير الكلمات المنطوقة من خلال الحركات والإيحاءات والتعابير التي يصدرها المتحدث.. من هنا تكمن أهمية التحكم في حديثك غير المنطوق.