د. صالح بكر الطيار
تعود العلاقات السعودية الكويتية إلى عقود طويلة ولها جذور تاريخية وأخوية عميقة جدًا، وشاهدنا ما أورده مجلس الأمة الكويتي في نقاشه بشأن المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية وما تم من تفاهم أخوي وتدخل سمو ولي العهد في حل الموضوع وقوله «توجيهات الشيخ صباح الأحمد أوامر وأنا كويتي - سعودي قبل أن أكون سعوديًا - كويتيًا»، الأمر الذي حسم الكثير بشأن الاتفاقية، منعًا لسوء الفهم وتوطيدًا لمتانة العلاقة بين الحكومتين والشعبين، الأمر الذي يؤكد الحنكة السياسية لسمو ولي العهد وحكمته في حل المواضيع في الاتفاقية التي تمت برعاية صاحب السمو أمير الكويت وخادم الحرمين الشريفين في وقت سابق، وقد أشاد رئيس مجلس الأمة الكويتية بعبارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أثناء الاجتماع معه، وتأكيده أن «توجيهات الشيخ صباح الأحمد أوامر، فهو والدي، وأنا كويتي- سعودي، قبل أن أكون سعودياً -كويتياً»، والتي لفت فيها أن ولي العهد السعودي حمّله في ذلك اللقاء رسالة إلى صاحب السمو قال فيها: «انقل إلى والدي الشيخ صباح أنني سأنهي هذا الأمر».
ورأينا تأكيدات رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أنه لولا ولي العهد السعودي ما تم هذا الاتفاق، الذي حسم الكثير من الأمور بقراره الجريء، ووجه فريقه إلى أن هذا الخط شماله كويتي، وجنوبه سعودي.
إن وجود مثل هذه الاتفاقية تعكس اجتماع الحكومتين السير في تطبيق ما هو منصوص عليه وتم إقراره سابقاً.
إن مثل هذه القرارات والأقوال التاريخية والمشاهد السياسية والمعاني الأخوية تؤكد بُعد نظر سمو ولي العهد -حفظه الله- وحرصه واهتمامه وحجم مكانته في قلوب الحكومات والشعوب، وهو ما أكده مجلس الأمة، وأننا لنفخر ونتشرف بهذا القرار الحكيم والقول السديد من أميرنا الشاب الذي دائمًا ما يرفع اسم بلدنا في زياراته الخارجية ووجوده في أي طاولة مفاوضات سواء في المنطقة العربية أو على مستوى العالم.. لذا نقول صدقت وأصبت يا أبا سلمان ونحن خلف قيادتنا وملكنا وولي عهدنا سائرين إلى تحقيق أهداف وطننا متسلحين بشريعتننا ومنطلقاتنا.
وتحية للكويت الحبيبة حكومة وشعبًا الذين نعدهم أشقاءنا وإخواننا وأحبتنا في خليجنا الواحد الذي تجمعنا بهم اللحمة والتعاون والأخوة الصادقة لنمضي جميعًا في حماية أوطاننا وجيراننا على قلب رجل واحد.