عبده الأسمري
بين «التخصص» و»الخبرة» ارتباط كبير وترابط أكبر يسهم في صناعة «المهنية» وصياغة «الاحترافية» في شتى العلوم فيما تبرز «الحكمة» وتعلو «العبقرية» لتحتل المراكز الأولى وتصعد المنصات العليا عندما تكمل معادلة «التفوق» بأسس «الموهبة» وأصول «المهارة»..
وسط الامتياز في شتى ميادين العلم والمعرفة تبرز معدلات «الفرق» في ميادين التنافس المعرفي والتسابق الفكري وصولاً إلى إيجاد «الفارق» بين الحاضر والمستقبل.
ما بين سطوة «إلكترونية» صنعت «الاحتيال» في «شهادات مزورة» ووظفت الحيل في «وثائق مزيفة» وحظوة «واسطة» وتجاهل «مجتمع» وغباء «تقييم» جعلت «المجهول» معروفًا و»النكرة» معرفة «و»الأهبل» مشهورًا و»المغفل» «شهيرًا» ظهرت متاهات «الغش الفكري» ومنحدرات «الاحتيال المعرفي».
لدينا أجيال تكتب على «لوحة مفاتيح بائسة» ولكنها لا تستطيع الكتابة على الورق إلا بخطوط أشبه بخربشات «المشعوذين» وخطوط «الصبية» و»محاولات» الأطفال البدائية نظير وقوعهم في شراك «الغش التعليمي» من سوء تأهيل وجهل تدريب.. وبيننا متخرجون ومتخرجات من الجامعات لا يعرفون الفرق بين واو الجماعة و»واو» العطف و»واو» جمع المذكر السالم و»واو» الفعل المضارع لأنهم كانوا ضحايا «واو» الواسطة.
هنالك من يحتال على «المنصات» بصفة «المثقف» وقد يمرر نفسه بين ردهات «الأدب» بدال مزيف «مرسل» له عبر البريد بوثيقة مختومة من «تجار» الشنطة بإحدى البلدان وتراه يحاور ويناقش في «موضوع» دون علم ولا معرفة
بيننا مظاهر «غش» فكري استحلت «ساحة» الحوار واستعمرت «مساحة» النقاش ليظهر الجدال في مظهر بائس والتجادل في منظر مخجل فتشكلت لدينا «نقاشات» مثيرة للسخرية استوطنت ميدان «الحديث» وتقمصت جلباب «التراشق» لتعلن «حالة» من الصراع بين البؤس والمنطق.
يظهر «الغش» الفكري ببؤس في ذلك «التزييف» المهني الذي جعل للجاهل دورًا ليقف على منصة واحدة مع «المثقف» وساوى بين «الخبير» و»المبتدئ» وجمع الأول بالأخير وقرن المبدع بالساذج في «فضاء» عشوائي لا يعترف بموازين «الفهم» ولا يقر بمحكات «الوعي».
في مجتمعنا «ظواهر» مخجلة تعكس «الخذلان» وتكشف «التخاذل» تقف وراءها «شللية معدية» نشرت سموم «الوساطات» في مفاصل «الموضوعية» لترتفع أسماء وتطغى مسميات ظفر بها «أصحاب مصالح» وتنعم بها «أعداء نجاح».
باتت «الألقاب» سلعة مجانية وبضاعة جائلة يستأنس بها «المزورون» ويأنس بها «المزيفون» ليشكلوا «الضلع المائل» في مربع الإثبات الشخصي المستند على «الدراسة» والمعتمد على «الخبرة» حتى تجاوزت «التعريفات» محيط التوقع ودائرة الواقع لتصل إلى لقب «الرائد» و»كبير المختصين» و»سفير المواهب» و»مؤسس العلوم» و»مخترع الابتكار» وقد نصدم مستقبلاً بالأدهى والأمر تحت مظلة «الاحتيال» الذاتي على حساب «الصمت المؤسساتي» و»السكوت المجتمعي».
نعاني من «غفلة» فكرية و»تغافل» مهني أسهم في تمرير «الخداع» المعرفي إلى المجتمع في ظل «دورات» وظلال» ندوات» خالية من «شروط» التخصص فارغة من «أدوات» الابتكار صنعت لدينا «جيلاً» يستنبط «أفكاره» من «مهاترات» الفارغين ويجني «معارفه» من «ترهات «الجاهلين.
توجهت «أسهم» الغش الفكري الطائشة إلى «معاقل المعرفة» وانطلقت «أعيرة» الخداع المعرفي نحو «منابع التعلم» فتشوه «وجه» الثقافة» وتبدل «رداء» الأدب وتأخر «ركب» الفكر بسبب «الدخلاء» على المهن و»السفهاء» في المحافل.
نتطلع لانتفاضة «رسمية واجتماعية وسلوكية» لتنقية دروب «الحاضر» من الاحتيال والتحايل على شؤون «العطاء» ليكون «الميدان» متاحًا للراكضين باحتراف والماضين باستشراف لجني «نفائس» المعارف في المهن والحرف والمواهب والمهارات لتكون رصيدًا سديدًا مديدًا تجنى ثماره أجيال وراء أخرى في مجتمع عادل يذعن للبراهين ويرتهن للحقائق ويرتكن للدلائل ويمنع الغش ويكره «الخداع» ويمقت «الزور» ويبغض» الزيف».