يوسف بن محمد العتيق
من أكثر الموضوعات التي تم الحديث عنها في التراث هو إشكالية التعامل مع المادح والناقد، يمدحنا فلان ونحن نعلم أنه يبالغ فنسعد بحديثه، وينتقدنا فلان ونحن نعرف أنه صادق فلا نسعد بحديثه!!
أحد العلماء المتقدمين له جملة قد تكون قاسية، لكني أرويها لكم، حيث يقول (إذا رأيت أحدهم يقول فيك من الخير ما ليس فيك، فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك) فهو يرى أن من يبالغ في مدحك قد يأتي يوم من الأيام ويبالغ هذا الشخص نفسه في نقدك.
إذن هذه قضية جديرة بالتأمل وهي الموقف من الناقد والمادح، وهو من دون شك يحتاج إلى نفسية جبارة.
يقول أحدهم: ألفت كتابًا فأرسلته إلى الكثير من الأصدقاء فوردني من الكثير منهم خطاب شكر، ومن القليل منهم خطاب نقد وتصويب على بعض ما ورد في الكتاب، وإن كنت سعيدًا بخطابات الشكر إلا أنني متأكَّد أن أغلب أصحاب خطابات الشكر لم يقرأوا الكتاب، وإن من أبدي الملحوظات ونقدني هم من قرا الكتاب.
على ما سبق يكون من نقد وأبدي الملحوظات هو الأكثر تفاعلاً من الذي شكر، لكن القلب ربما يسعد بخطاب الشكر أكثر.
هل تريد مجاملاً بخطاب شكر أم متفاعلاً بخطاب نقد؟!