شدتني العبارة التي وردت في فيلم عمر المختار على لسان من قام بدور عمر في أحد المقاطع وهي تقول: (نموت أو ننتصر)، أحداث الفيلم هي معروفة لدى من اطلع عليه منا، فهو يعرض قصة كفاح الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي الذي جسد بطولة وشجاعة ما زالت حاضرة وراسخة في الذهن العربي الذي يفتخر بها عند استرجاع الذاكرة, وهي تعد مثالاً لغيرها من البطولات التي واجهت الاستعمار في منطقتنا العربية والتي من بينها بطولة عبد الكريم الخطابي في المغرب وعبدالقادر الجزائري في الجزائر التي قاومت الاستعمار على نحو مشرف، تركت هذه البطولات للأجيال المقبلة لكي تكون شاهده على أن هذه الشعوب العربية لا تقبل غير العزة والرفعة والكرامة التي مع الأسى والحزن والألم ضاعت في وقتنا الحاضر في مشهد مؤلم.
لقد عاد إلينا الاستعمار من جديد من خلال زرع الفوضى عبر النزاعات وإشعال الحروب وحوّل مفهوم المقاومة إلى (إرهاب) واستغل هذه العبارة بشكل قذر أحيانًا, أسهم الإعلام الغربي في ذلك على نحو متعمد (وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر) في أمريكا.
فكلمة (إرهاب) أخضعت للتفسير الذي يخدم الهدف في حاضرنا, ولو أخذناها في منظورنا الذي نعرفه في زرع الخوف لدى عدوك لكي يتجنب الاقتراب منك أو مواجهتك أي أنك تكون في موقع القوة الرادعة الذي يعد حقًا مشروعًا تتمتع به بعض الدول منذ زمن طويل مثل (أمريكا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، والصين) حيث تمتلك أسلحة على درجة عالية من التدمير المرعب التي تهابها الكثير من البلدان, بالعودة إلى مفهوم مقاومة الاحتلال على أنه (إرهاب) هناك وقاحة وإذلال وغطرسة القوة ولعل أقرب مثال في ذلك قضية فلسطين التي طال فيها الاستعمار الصهيوني وأبناؤها يتساقطون شهداء في كل لحظة يوصفون في وسائل الإعلام الغربي بـ(الإرهابيين) ولا يقتصر الأمر على هذا بل يتعداه إلى كل من ينتمي إلى كوادر وقادة فلسطينيين ولا أدري كيف لا يصنف من يحكم من قادة تلك القطعان الصهيونية التي تعيش على أرض فلسطين بـ(الإرهابيين) الذين يفتخرون بالانتماء إلى عصابات مثل عصابة شتيرن أو الإرجون أو الهاجاناه أو البالماخ.
وأخيراً نقول بغير القوة لن تجد أحداً يستجيب أو يصغي إليك أو حتى يخاف منك ويضع لك اعتبارًا, هكذا تعلمنا من الكثير من البطولات العربية المسطرة في التاريخ العربي.