يوسف المحيميد
من يتابع السياسة لا يصاب بالدهشة أو الخيبة، ولن تصيبه الكآبة فحسب، بل ستنتابه حالة ضحك عارمة لا تكاد تتوقف، ففي خطبة جمعة إيران التي جاءت بعد ثماني سنوات من الانقطاع.. يقول خامنئي عن «فيلق القدس» القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني، تلك التي تقوم بعمليات إرهابية خارج إيران: إنه منظمة إنسانية، مع أن كلمة «فيلق» في اللغة، تعني القوة، فضلاً عن تاريخها الإرهابي كحركة تنفذ سياسة إيران وأحلامها التوسعية.
ومن المضحك المبكي أن يلوم خامنئي الدول التي تطالب بتحقيق خارجي في مقتل مواطنيها على أراض إيرانية في الطائرة الأوكرانية المنكوبة بصاروخ إيراني، ويتهمها باستغلال ذلك سياسيًا، بينما الآلة الإعلامية القذرة التي تدور في المحور الإيراني التركي استغلت مقتل الصحفي السعودي خاشقجي سياسيًا لأكثر من عام، في حين مقتل ركاب في طائرة مدنية بصاروخ أرض جو إيراني لا تعني لهم شيئًا، بل وصلت بهم الوقاحة باتهام أمريكا باستغلال الحادثة للتغطية عن قتل سليماني المتهم بالتخطيط لقتل آلاف العرب وإشاعة الخراب في العواصم العربية.
عودة خامنئي للمنبر لها أسباب كثيرة، من بينها هذه التداعيات الحرجة على إيران، التي خلفت احتجاجات يومية من قبل طلاب ومواطنين إيرانيين غاضبين من سياسات إيران الفوضوية، ولأول مرة تتعالى أصوات حرة تطالب بجرأة بتنحي المرشد والحرس والاستفتاء على نوع النظام الجديد لإدارة البلاد.