رقية سليمان الهويريني
تشكل شخصية النافق قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، رمزًا استعماريًا متعطشًا للدماء في سبيل التوسع الإيراني!
ولا شك أنه كان أداة مخلصة في يد المرشد الإيراني الذي بكى دمًا لحظة علمه باغتيال سليماني الذي عرف عنه تنفيذ خطط وشن هجمات في الدول العربية وحتى الأوروبية بحسب وثائق استخباراتية قدمها مجلس الشيوخ الأمريكي. ومعروف أنه كان مسؤولاً عن الهجمات الإرهابية في العراق، حيث دعم سليماني الميليشيات المسلحة لتنفيذ الأجندة الإيرانية. وفي سوريا تم إرسال عناصر من فيلق القدس إليها لتقديم الدعم العسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتسليح بعض الفصائل الموالية للقتال إلى جانبهم. كما تم دعم ميليشيات الحوثي في اليمن وكذلك فعل في أفغانستان والبوسنة والهرسك التي قتل فيها مئات الأبرياء. كما كان قائدًا لفيلق القدس الذي تتركز مهامه في نشر الثورة الإيرانية إلى الخارج.
وسليماني الذي يلقب بالقائد العسكري لم يتخرج من المدرسة الثانوية، وبرغم ذلك فقد صنّفه عميل وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون ميجوير عام 2013 بأنه «من أخطر الأشخاص في الشرق الأوسط». حيث عزز علاقة طهران بأذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن بما يؤكد أن العلاقات التي تبنيها إيران في المنطقة تشكل تهديدًا أمنيًا على الشرق الأوسط أكبر من البرنامج النووي برغم تصاعد المشاكل الاقتصادية والعقوبات الدولية التي أدت إلى انخفاض كبير في واردات إيران من المعدات العسكرية من روسيا والصين.
ويعول المتخوفون من التمدد الإيراني على الثورة الداخلية التي يشعلها الشعب لإسقاط نظام ولاية الفقيه الإيراني المتعجرف، حيث بدأ يدفع ثمن حروبه المتسلطة ضد العرب بطريقة واضحة لا يمكن إنكارها وأولها القضاء على خرافة عصمة المرشد الأعلى من الخطأ.
ولعل مقتل سليماني الذي يعد شبح إيران ورجل مهماتها السرية، يعيد العقل للنظام الإيراني ويجعله ينشغل بأموره الداخلية، بدلاً من التدخل في شؤون البلاد المستقرة، ومن حق الشعب الإيراني أن ينعم بالأمن والاستقرار مثل بقية الشعوب.