هالة الناصر
رغم مناداتنا المستمرة بسرعة تحويل جميع ما يخص العلاقات العامة والإعلام تحت مظلة إدارة الاتصال المؤسسي، ومواكبة تطور المدارس الإدارية التي استنتجت أنه من الضرورة بمكان توحيد رسالة المؤسسة أو المنشأة، عبر استحداث إدارة مستقلة تضمن ذلك، وهذا ما استوجب تسميتها الاتصال المؤسسي، إِذ يدل اسمها على مهمتها أو دورها، إلا أن تولي مسؤول التسويق مهمة إدارتها دون دراية بمتطلبات الوظيفة بات من الأشياء التي تهدد تدميرها.
ويعد التسويق جزءًا من مهمة إدارة الاتصال المؤسسي، وليس كلاً، إِذ تتمثل المهمة الرئيسة لقسم الاتصال المؤسسي في توفير جميع الخدمات المتعلقة بالتسويق والإعلام، التي تشمل الأنشطة والفعاليات لترسيخ صورة المنشأة ومساعدة الجمهور على فهم الأنشطة الرئيسة لها، إضافة إلى تطوير الإجراءات المتبعة لتسهيل التواصل داخل المنشأة مع الشركاء الخارجيين، وهذا يتطلب مهارة عالية وفهم وإدارة لطبيعة الوظيفة، ولن يؤديها مجرد موظف بل مختص يخبر دهاليزها.
وبلا شك، يعد الاتصال بكافة أشكاله العصب الحيوي لكافة الأعمال الفردية والجماعية والمؤسساتية، ويعد الاتصال الذهني أبرز أنواع الاتصال لا سيما أنه المحرك الأساسي الأول لكافة الأعمال والمهام، ومن هذا المفهوم برزت الحاجة إلى تطوير طبيعة عمل قسم العلاقات العامة داخل المؤسسات لمفهوم أكبر، ما دفع المؤسسات الكبرى إلى تبني فكرة الاتصال المؤسسي بدلاً من الاكتفاء فقط بالعلاقات العامة، إِذ أدرك المتخصصون مبكرًا أهمية الدمج بين تخصصي العلاقات العامة والتسويق، ليكملان بعضهما، وخصوصًا أن الاتصال المؤسسي ليس عملاً ارتجاليًا، بل رؤية إستراتيجية تبدأ بالتخطيط ضمن رسالة موحدة لهوية المنشأة، تحتاج لذهن متقد لتنفيذ متطلباتها.
وتنطلق طبيعة عمل الاتصال المؤسسي من قاعدة مهمة تقول: «إن نجاح المنظمات يبدأ من داخلها بتعزيز اتصالها بجمهورها الداخلي»، فالموظفون هم السفراء الحقيقيون للمنشأة، حيث يسهم الاتصال بالعاملين في ترسيخ الرضا الوظيفي عن المنشأة وسياساتها والتفاعل والاندماج مع برامجها، وهم من يدافع عن المنشأة فلا بد من تلبية احتياجاتهم واحترامهم وقبولهم في بيئة العمل، فبحسب الدراسات المهتمة بالاتصال الداخلي فإن إشراك الموظفين يرفع معنوياتهم، ما يزيد من أدائهم الوظيفي وإنتاجيتهم.