د. عبدالرحمن الشلاش
الثابت لدى كل المتابعين أن كل دمار وخراب حل بالبلدان العربية سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو اليمن خلفه إيران الفارسية. كل ما تفعله إيران من دعم للإرهاب وتحريض على الثورات وتحريك للمرتزقة في أكثر من دولة يزيد بلا جدال من حجم العداوات للحكومة الشاذة في طهران، والتي تدفع المليارات الضخمة من قوت الشعب الإيراني المقموع والمغلوب على أمره في سبيل تصدير ثورتها البائسة، فحوَّلت عواصم ومدن دول عربية لركام هائل من الأنقاض. عمارات ومنازل تهدمت، وشوارع مليئة بالقاذورات، وشعوب حاصرتها المجاعة والأمراض من كل جانب. تدخلت دولة فارس في شؤون تلك البلدان بمساعدة الخونة والأذناب فعصفت فيها الحروب الطائفية بأدوات تحركها إيران بواسطة العملاء في العراق والذين حوَّلوا العراق الجريح لساحة صراع، وفي اليمن الحوثيون، وتوريط الشعب بالانقلابيين وما جروه لليمن من بلاء وشقاء.
أربعون عامًا مرت على ثورة الهالك الخميني فماذا قدمت هذه الثورة المشؤومة للداخل الإيراني، ثم ماذا قدمت لجيرانها وللعالم الخارجي بشكل عام؟. سؤال جدير بالقراءة، والإجابة عليه مهمة لمن لا يعرف شيئًا عما يدور في كواليس طهران، ومن يجهل سوء الطوية لدى الفرس، أو من هو مفتون بثورة الخذلان رغم ثبوت خيباتها.
في الداخل الإيراني لا يعيش الشعب في أفضل حالاته حيث لا توجه الجهود للتنمية ورفاه الشعب بل إن الميزانيات تُدفع للإنفاق على خطط تصدير الثورة ودعم العملاء للقيام بأداء المهام المطلوبة منهم، والصرف على شبكات التجسس، وللأبواق الإعلامية المأجورة لممارسة التضليل والكذب، وخدمة الأسياد في إيران، وقد اعتمدت دولة الملالي على الإعلام المضلل والكاذب والمطبل وقدمت أنواع الدعم للجماعات الإرهابية وزرعتها في جسد العالم العربي المثخن بالجراح من جراء الثورات التي جرت الويلات لشعوب بعض البلدان العربية، ودعمت أي أحزاب أو فئات تخدمها في تحقيق أهدافها الخبيثة.
وفي الداخل الإيراني حيث تكميم الأفواه لأي معارض يطالب بحقوقه المشروعة تسحق حكومة طهران كل المعارضين وبالذات في إقليم الأهواز المحتل، حيث تعدم الاهوازيين شنقًا على الرافعات الشاهقة في مناظر تعبر عن الظلم والقسوة والعربدة الإيرانية، في موقف يناقض تمامًا ما تزعمه إيران من أنها تدعم حريات الشعوب الأخرى في صور مضحكة ومبكية في الوقت نفسه، فمن يسحق الشعب الأعزل في الأهواز يطالب بحريات الآخرين، في سلوك لا ينتهجه إلا من بلغ من العهر السياسي مبلغه.
ولعل مقتل الإرهابي قاسم سليماني، ثم حادثة الطائرة الأوكرانية قد كشفت لمن لا يعلمون الكثير من أسرار دولة الإرهاب في إيران وخيوط علاقاتها المشبوهة مع الدول والأحزاب والجماعات التي تنفذ مخططات أيران.