سهوب بغدادي
فقدتُ وكما فقد الجميع الكاتب القدير نجيب بن عبدالرحمن الزامل عضو مجلس الشورى سابقاً، الذي اشتهر بأعماله غير المنقطعة في مجال الأعمال التطوعية ودعمه للمبدعين والشباب خاصة. في هذا الصدد، أعبِّر عن خالص أسفي وحزني لأسرته وأحبائه، فمن عرفه على مقربة سيعلم حجم ألم فقد إنسان عزيز ومميز. كان نجيب -رحمة الله عليه- من أرقى وأفضل الناس خلقًا، بارًا بوالديه، محبًا للخير، رحب الصدر، والأخيرة لمستها بنفسي عندما حدثني مطولاً عبر الهاتف عن أزمتي التي مررت بها عن بطالتي لمدة 4 أعوام، قائلاً: «يا بابا يا سهوب، لا تيأسي ولا تجعليه يدخل إلى نفسك، فلقد اختارنا الله ليعلم مدى صبرنا وهنالك الكثير من النعم التي أمدك الله بها». كانت كلماته كفيلة بأن تمدني بما يلزم لأكمل مسيرة البحث والتمحيص -ولله الحمد- أنا في أحسن وأسعد حال، فلولا تلك الفترة لم أقدر ما لدي وما سأملك غداً -بإذن الله. يا نجيب، سأفتقد روحك السامية وردودك اللبقة الحانية على رسائلي المزعجة، وسأنتظر منك حديثك عن الخير والعمل التطوعي الذي تشاركنا حبه، لن تسعني السطور خط جميل أخلاق نجيب ووصف اتساع فؤاده للجميع، فلقد اكتفى بعبارة «يا حبي لكم» وهو صادق فيما يقول، أنت معنا دومًا في الخير وللخير وسنتبع خطاك الطيبة وأثرك العطر في أعمال الخير، ولكن جل ما ينقصنا هو ردك وحضورك وثقتك، سنقوم بدعوتك إلى افتتاح مبادراتنا الشبابية وسنرسل لك معايداتنا في الأعياد وأكثر من ذلك بكثير، ثم سنتظاهر بأن شيئًا لم يكن لأنك في لب القلب والروح التي ستلقاك في كل مرة تلمح ابتسامتك الرقيقة من بعيد، وبعد كل ذلك يا نجيب، هل ستجيب؟
رحمك الله رحمة واسعة بقدر اتساع قلبك.