زكية إبراهيم الحجي
من المعروف أن التنمية هي نتاج بشري مستمر، وهي مرتبطة مباشرة بالجهد الإنساني.. وهناك سعي حثيث لتحقيقها على واقع المجتمعات البشرية خلال الزمن التاريخي. ونظرًا لأهميتها فإن مفهومها أصبح عنوانًا بارزًا لكثير من السياسات والأعمال على مختلف الأصعدة والمستويات، وفي جميع مجالات حياة المجتمعات المختلفة.
وعلى الرغم من أن مصطلح التنمية مصطلح مثقل بالكثير من المعاني والتعميمات.. إلا أن النظرة إليه تعد نظرة شاملة متكاملة في الوعي، ومنعكسة على الممارسة الواقعية في ظل معرفة عناصرها التي تشكِّل محور الدفع والنهوض بها من خلال الجهود التي تُبذل وفق تخطيط منظَّم ومنسق ومدروس؛ لإحداث التغيير المنشود، وتحقيق الهدف الأوحد، ألا وهو الرقي بالمجتمع، وإسعاد الإنسان.
وباعتبار أن العنصر البشري بشقَّيْه (الرجل والمرأة) يشكِّل ثروة حقيقية، يعتمد عليها المجتمع في تنمية مجالاته المختلفة، فإن النساء (مصابيح البيوت ومربيات الأجيال) هن شقائق للرجال، يتجلى دورهن فيما يلعبنه في المجتمع، سواء داخل البيت في التنشئة الاجتماعية وتربية النشء، أو خارجه في ميدان العمل، ومشاركتهن في صنع القرار.
ولا جدال حول أهمية دور المرأة في شتى المجالات الحياتية.. فإضافة إلى دورها في تكوين شخصية أبنائها، واحتضانهم داخل أسرتها الصغيرة، فهي تتمتع بطاقات وقدرات، تؤهلها للمشاركة الفعّالة في عملية التنمية والارتقاء بالمجتمع، جنبًا إلى جنب مع الرجل.
وتعد ريادة المرأة للأعمال مصدرًا مهمًّا لتقوية زخم النمو، ونافذة باتجاه فرص عديدة للتغيير.. وكسر الحواجز التي تحول دون تفاعل المرأة في دائرة المجال العام.
وإيمانًا من قيادتنا الحكيمة في المملكة العربية السعودية بأهمية دور المرأة، وبأنها عنصر من أهم العناصر المؤثرة في النهوض بالوطن، ودفع عجلة التقدم والتطور لاستمرار عملية التنمية والرقي بالمجتمع.. فقد حظيت المرأة السعودية باهتمام مكثف من مختلف القطاعات دون استثناء؛ وذلك تزامنًا مع تطبيق الرؤية الملكية السامية التي أشارت في أحد بنود رسالتها إلى ضرورة تمكين المرأة؛ فهي شريك محوري في التنمية.
اليوم ها نحن نرى بوادر الانعكاس الإيجابي لمسيرة تمكين المرأة السعودية على مختلف المستويات، اجتماعيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا.. لم نعد نرى قطاعًا حكوميًّا أو مؤسسة غير حكومية، كالشركات والبنوك وغيرها، إلا ونسمع صوتًا للمرأة السعودية التي أثبتت جدارتها، وأنها على قدر المسؤولية التي كُلفت بها، واستطاعت أن تضع بصمتها المميزة في كل منصب تتقلده..
المرأة السعودية أثبتت للعالم أجمع أنها تستطيع أن تنافس الرجل ببراعة، وتحقق إنجازات كبيرة، توازي إنجازات أي امرأة في الدول المتقدمة.. المرأة السعودية باتت اليوم شريكًا فعالاً في صناعة المستقبل من خلال إسهامها في عملية النهوض بالوطن.. ولا جدال في ذلك البتة؛ فـ(مصابيح البيوت) لا ينطفئ وهجهن.