«الجزيرة» - رصد - محمد المنيف:
منذ أعلن سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان آل سعود عن خطط وزارة الثقافة ومنها الخمسة عشر كياناً التي تأتي الفنون البصرية أحدها ومنها الفن التشكيلي الذي يتألق يوماً بعد يوم بما يطرح له من المشاريع وفعاليات على أعلى مستوى منها المحلية وأخرى مستضافة.. يرى التشكيليون فيها بوادر تحرك عال المستوى يتجه بهذا الفن إلى مصاف الفعاليات القريبة والبعيدة التي كان التشكيليون يرونها في السابق بعيدة التحقيق.
المشاركة في بناء الإنسان
هذه البرامج وغيرها التي تعد لها وزارة الثقافة العدة والعتاد بتوجيهات ومتابعة من وزيرها الأمير بدر آل سعود ويرى الجميع بوادرها في فعاليات قوامها ثقافة حديثة ومعاصرة تمثلت في الكيانات الأحد عشر التي أعلنت نهاية عام (2019م) المنصرم أعادت بها الوزارة هيكلة منظومة القطاع الثقافي لتشكيل أدواته الجديدة التي تضمن تنفيذ نجاح المساهمة في الرؤية (2030) تمثل ذلك في ما بدء تنفيذه من ثمار شجرة الوزارة المنتمية للقيم بمقومات الموروث البصري والسمعي.
ومنها ما أعلن عنه مؤخراً من برامج ابتعاث ومعارض وملتقيات نحت وخط عربي وإشراك المبدعين في صنع القرارات.يعنى بها المشاركة في بناء الإنسان فالثقافة جزء لا يتجزأ أو ينفصل عن أيّ فعل يراد به نهضة المجتمعات.
الابتعاث أول برنامج في عمر الثقافة والفنون السعودية
جاء إعلان صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، عن إطلاق أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة، بمثابة النقلة الكبيرة في مفهوم تطوير العمل الإبداعي وفي مختلف فروعه وهو الأول في عمر الوزارة واحد المبادرات الهامة في بناء جيل متمكن علمياً وتقنياً من خلال ما سيقدمه البرنامج من فرصً تعليمية نوعية للطلاب والطالبات السعوديين كما جاء في الإعلان لدراسة التخصصات الثقافية والفنية في أبرز الجامعات العالمية، والتي شملت علم الآثار والتصميم والمتاحف والموسيقى والمسرح وصناعة الأفلام والآداب والفنون البصرية وفنون الطهي، وذلك في إطار التطوير الشامل الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، وذلك للمراحل الدراسية «البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه».
2020 عام للخط العربي
كما أعلن سمو وزير الثقافة عن أن عام (2020م) سيكون عاماً للخط العربي، كما جاء في كلمة سموه والتي قال فيها (انطلاقاً من مسؤولية المملكة العربية السعودية التاريخية في حفظ الثقافة العربية وتعزيزها، كونها عمق الحضارة العربية والإسلامية، وأرض الحضارات والكنوز الثقافية العظيمة، جاءت تسمية عامنا الجديد 2020 عاماً للخط العربي).. وسموه بهذه التسمية يجعل عاماً كاملاً مليئاً بالفعاليات التي تخص الخط العربي تحفيزاً وتطويراً للمهارات في التعليم لطلبة المدارس وفي ملتقيات كبار الخطاطين المحليين والعرب ومن دول عالمية أخرى.. مختتماً كلمته بالقول: لا نريد مئات الألوف من الخطاطين، ولكن نريد أن تكون أجيال المستقبل مدركة لأهمية الخط العربي، داعمة لديمومة عطائه الفني والثقافي والمعرفي، مما سيساهم في تحسن الكتابة بالخط العربي بشكل مباشر وعلى المدى البعيد.
قصة ثقافتنا مع الخط العربي تتجاوز كل حدود التقليدية؛ هي قصة حضارة وإرث وثقافة وحياة. وتعزيز حضوره وتسليط الضوء على جوانبه الإبداعية والفنية والمعرفية واجب ثقافي يقع على عاتق كل مشتغل في القطاع الثقافي، سواءً من الأفراد أو المؤسسات العامة والخاصة أو القطاع الثالث.
برنامج الإقامة الفنية
أما الجانب الذي لا يقل أهمية ضمن حراك الوزارة فقد برز في تنظم الوزارة برنامج إقامة فنية البلد، بمنطقة البلد التاريخية في قلب مدينة جدّة، في المملكة العربية السعودية، والذي يعد كما جاء في الإعلان عنه جزءًا من سلسلة من الإقامات الممولة بشكل كامل والتي توفر الوقت وسبل التعاون وبيئة العمل الداعمة من أجل دعم هذا التطوّر الإبداعي للفنّانين وتوفير الوقت والمساحة وفرص التعاون المدروسة.
هذا البرنامج مفتوح للفنّانين والمنسقين الفنيين وكتّاب الفن السعوديين والدوليين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، كما يهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والتبادل الثقافي والتوعية المجتمعية. ويدعو البرنامج جميع المقيمين إلى الاستلهام من مدينة تملك تاريخًا يتمّ استكشافه بالكامل حتّى الآن، وتسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز الحوار والتبادل على الساحة الفنّية الموجودة في المدينة والوصول إلى المجتمع الذي يسكن ويعمل فيالموقع وتبادل الحوار معه.
«بينالسور» العالمي في الرياض
وضمن ما قدم من فعاليات وزارة الثقافة استضافة الوزارة لبينالي «بينالسور» للفن المعاصر في دورته الثانية بالتعاون مع جامعة «يونيفرسيداد ناسيونال دي ترس دي فابريرو» الحكومية في الأرجنتين بمشاركة أربعة فنانين سعوديين، وأقيم في المملكة للمرة الأولى وفي الشرق الأوسط، وهو معرض متجوّل يوصف بالأول من نوعه في العالم وذلك ويتنقّل عبر القارات ويشرك فنانين من البلد المضيف.
البحر الأحمر الدولي للنحت
وفي جانب النحت أقيم في جدة التاريخية «البلد» الدورة الأولى من معرض البحر الأحمر الدولي للنحت، الذي تنظمه الوزارة، ونفذ الفنانون أعمالهم خلال الفترة من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 10 ديسمبر (كانون الأول)، وذلك في قلب جدة التاريخية في موقع يطل على الواجهة البحرية الشهيرة بجانب ميدان البيعة، شارك به نخبة من النحاتين من مختلف دول العالم من بينهم ناحتون سعوديون.
معرض من الداخل في الدرعية
وفي تجربة جميلة وجديدة في اختيار أماكن العرض أقيم في المنطقة الصناعية بمحافظة الدرعية، معرض تحت عنوان (من الداخل). بمشاركة نخبة من المهتمين بالفنون والثقافة يحتوى على مجموعة من الأعمال الفنية لأكثر من 25 فنانًا من المملكة والخليج، استلهموا فيها مجالات قواسم العلاقة بين الإنسان والعُمران والتأثير المتبادل بينهما، تنوعت المجموعة بين اللوحات الفنية والرسومات والمنحوتات والفيديوهات والأعمال التركيبية. المعرض يندرج ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، ويأتي ضمن خطة وزارة الثقافة لتحويل محافظة الدرعية إلى منطقة للفنون المعاصرة تستضيف الأعمال الفنية من مختلف دول العالم.
هذه كانت لمحات من مبادرات وفعاليات وزارة الثقافة التي تفتح آفاقاً جديدة لأجيال الثقافة والفنون مع التركيز على الجيل الصاعد من المبدعين الشباب كل في مجاله.