فهد بن جليد
في عام 2018 احتفينا بتدريب عشرات المعلمين لأكثر من 40 ساعة تدريب للحصول على (زمالة مسك للمعلمين)، وشهادة كامبردج للتدريس بالتقنيات الرقمية، ضمن مشروع تطوير المهارات الرقمية بالشراكة مع مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك). وهي خطوة موفقة ومسدَّدة. وكتبتُ حينها مقالاً بالاسم أعلاه، تحدثت فيه مع وزير التعليم ووزير الاتصالات عن المبادرة التي تدعم مسيرة التعليم، وترفع كفاءة وجودة المعلم وقدراته التقنية؛ لتكون لغته ومهاراته وأدواته عصرية، تتوافق مع احتياجات الجيل وسوق العمل. والخطوة اللاحقة المنتظرة هي استمرار البرنامج التدريبي، وتسخير ثورة التقنية، وجعلها ثروة في التعليم، لناحية المنهج والوسيلة والطريقة التعليمية برمتها.
التحوُّل الرقمي لم يعد خيارًا؛ فهو اليوم تحدٍّ، تواجهه الحكومات والشعوب على حد سواء، بالأنظمة والقوانين تارة، وبالممارسات المجتمعية تارة أخرى. فالأنظمة الإدارية والتعليمية غير الإلكترونية بالية لا محالة، ولن تصمد طويلاً في وجه التطور الإنساني والعلمي الذي نعيشه. كما أن الأفراد غير المنخرطين في منظومة التقنية سيفوتهم القطار، ولن يستطيعوا اللحاق بالركب بسهولة؛ لذا من المعيب أن نجد الأطفال الذين لم يدخلوا المدارس بعد لديهم معرفة وحصيلة تقنية تفوق ما لدى بعض المعلمين أنفسهم الذين هم أساس وقاعدة (منظومة التعليم)؛ وهذا نتاج التقليدية التي يمارس بها البعض إدارة حياته وعمله، مع غياب ما يمكن أن نطلق عليه التحفيزية أو التشجيع بالحث والمثابرة على تغيير النمط والسلوك المعرفي، بالتحول الرقمي الإيجابي.
(زمالة مسك للمعلمين) والمبادرات المماثلة ستخلق شراكة حقيقية ونموذجية لخطوات التحول الرقمي الفاعل بين وزارة التعليم ومسك ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وغيرها من الجهات الفاعلة التي ستطور لغة وأدوات وقدرات ومهارات المعلم نحو الأفضل في مدارسهم؛ الأمر الذي ينعكس حتمًا على الطالب ومنظومة التعليم والمجتمع بأكمله، كأولى خطوات التحول الرقمي الصحيح؛ لذا أتمنى وجود مثل هذه المبادرات الرائعة لتطوير المنظومة التعليمية.
وعلى دروب الخير نلتقي.