د. خيرية السقاف
حين المرء يتوهج فيه حس غافٍ،
أو يفيق من ارتطام في حائط،
أو يخذله موقف مباغت،
أو تنسحب من يده كفٌ دافئة،
أو تصفعه ريح قارسة،
أو تنوء كتفاه بأثقال،
أو يجد نفسه خلوا من كثير،
أو يذوب كالماء زمنه،
يقف إلى نفسه،
ربما يفعل، أو لا يفعل..
ربما تخاتله أسئلة ويهرب منها،
وربما يفضي بها إليها:
أتأخرتُ فتخلفتُ؟..
أم أسرعتُ فأسرفتُ؟..
أو لعلني أخذتُ ركنًا فانزويتُ..
أو برزخًا فتوسطتُّ!!..
أو ركضت فتجاوزت،
أو تبطأت ففقدت؟..
إلى أين وكيف؟..
ما الذي نعم، وما الذي لا؟..
كيف، ولماذا؟..
وفي مسار المرء هناك ما يستلهم نهمه، وشغفه،
وهناك ما يستدر توجسه، وقلقه،
وهناك ما يحرض حذره، وانتباهته، قلقه، وخوفه،
يغرقه في ندم، أو يوقظه من غفوة،
وربما ينشر ابتسامته، وينفِّس عن آهته
فيمد صفحة كفه إلى صدره
يمسحه مطمئنًا، راضيًا،
ويربت عليه حنونًا مطمئِنًّا..
المرء أينتظر ما يوهِّج حسه،
أم هو من يشعل الفتيل فيه؟!..