عبدالكريم الحمد
«قال أعرابيٌّ لابنه: ما لي أراك ساكتاً والناس يتكلمون؟ قال: لا أُحسِنُ ما يُحسِنُون، قال: إن قيل: لا، فقل: نعم، وإن قيل: نعم، فقل أنت: لا، وشاغبهم ولا تقعد غافلاً لا يُشعرُ بك»، فالطبيعة البشرية تفرض على المرء أن يتباهى ولو بالقليل كي لا يُنسى في عجلة حياة لا تخلوا من محطات العجز والإنجاز؛ فإن لم تكن محظوظاً فمن المؤكد إصابتك بالضجر والفراغ اللذين يسمحان للعقل بأن يمتليء بطاقة غير مستخدمة فينتج عن ذلك إحساس مؤلم وتوليد حالة من الإلحاح المسرف والمفرط لتعويض عقدة النقص.
في الساعات الماضية نشر الحساب الرسمي لنادي النصر في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مقطع فيديو استعرض خلاله تاريخ بطولات الفريق الأول لكرة القدم المختلفة متوجاً ذلك التاريخ بالإنجاز الأعظم في نظر القائمين عليه؛ حينما غرّد بعبارة «حامل أول جائزة للعب النظيف في كأس العالم للأندية وسنواصل المسيرة»!! ليزرع تساؤل لدى المشجع النصراوي (هل المسيرة نحو جوائز ثانوية ومشاركات شرفية فقط)؟!.
ففي عام 1995 نظّم نادي النصر بطولة الأندية العربية لأبطال الدوري النسخة الحادية عشرة من البطولة في مدينة الرياض، وشارك فيها 10 فرق مقسمة على مجموعتين، تُوّج خلالها نادي الهلال بالبطولة للمرة الثانية بعد فوزه في النهائي على نادي الترجي التونسي واكتفى (النصر) بجائزة اللعب النظيف في تلك البطولة لتبرز أمامنا أبيات شاعر الحكمة والفخر المتنبي في قصيدته المشهورة:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
لذا يجب على كل منتمٍ لنادي النصر سواء على مستوى رجالاته أو إداراته المتعاقبة أو حتى على مستوى إعلامه وجماهيره أن يرتفع لديهم سقف الطموح نحو منصات الذهب والإنجازات الحقيقية بدلاً من التغني بماضٍ لا يمت للذهب بصلة إلا ما ندر، فأمامهم تحديات تحتاج همّة عالية وجادة على سبيل المثال (بطولة دوري أبطال آسيا) التي باتت مصدر تحدٍ وفخر لجماهير الأندية الأخرى خلال العقدين الماضيين بعد أن حققها الاتحاد مرتين؛ والهلال ثلاث مرات، وتطلّع العاشق والمحب للنصر لتحقيقها لأول مرة.
قبل الختام:
السقوط ليس فشلاً، ولكن الفشل أن تبقى حيث سقطت.