رمضان جريدي العنزي
حسن نصرالله رجل لم ير النور منذ أمد طويل، لا يعرف الشمس، يختبئ في الأقبية والدهاليز المظلمة، ويعيش الظلام المدلهم، بلغ من العمر عتياً، شابت لحيته ومفرق رأسه، وتهدل وجهه وجسده، وجحظت عيناه، لكن طريقته وأسلوبه وحديثه ينم عن صبيانة مراهقة لا تجيد الحكمة والمنطق، ولا تعي الحال والواقع، عندما يتحدث عن الآخرين يتحدث باستهجان تام، فكل شيء عنده سطحي، والآخرون خواء، يعتقد بأنه معرفة، وأس ومرتكز ومرجع، وأنه قادر على لعب الأدوار الإيجابية في تغيير السياسة والتوجه، وأنه المتحكم والفاعل ومتخذ القرار المحلي والإقليمي والعالمي، هو يعيش حالة من الخيلاء والطاووسية والتبختر، لكنه في واقعه يعيش التشتت الذهني، وتناقض الوعي، وفقد التدبير، هو يتسم بزئبقية وانزلاقية لا محدودة، تمتصه دهاليز فقر المعرفة، وسقم الحكمة، ورأسمالية الطمع، ومصالحة الخاصة والحزبية، وانتمائاته الفكرية والعقائدية، يأخذه سراب، ويقذفه سراب آخر، لا يدرك ذاته إلا من خلال الكلام الممل، والسرد الطويل، والفلسفة الناقصة، يريد أن يغرس الشجرة الواهنة، ويريد منها ثمراً ناضجاً طرياً، لكنه لم يرعها ولم يهتم بها منذ البداية، ولم يعرف حقيقة أرضها البور، أنها فكرة الظلمة والدهليز التي يعيشها، والتي لا تمنح سوى الترنح والسقوط، ما عنده حضور فكره، وتجلياته كلها موت وفناء.. ومن هنا أصبح رمزاً للخراب والدمار والجدل، يحاول في كل خطاب أن ينوع في السردية، يصطنع الحاضر الكاذب، ويستحضر الماضي المغشوش، يتكلم عن أحقية التعددية والانفتاح، وهو الذي لا يعرف التعددية، ويمقت الانفتاح، ويتكئ على ماض تليد فيه من الكهوفية والخزعبلات الشيء الكثير، يتعمد استخدام تقنية الارتداد (فلاش باك) فأكثر منها حتى التخمة، وهذه الطريقة يجيد توظيفها بطريقة واضحة في القول والخطاب، الذي ليس فيه تجسيد لجماليات الطرح، وأمانة الفعل، رجل عاش طول حياته في الأقبية والظلمة والظلام، لهذا نراه متبعثراً ومتشتتاً ومتناثراً؛ وعنده ازدواجية بائنة، وتناقض حاد، وتفكك وجهل وسطحية ودجل وخديعة.. والخواء عنده يولد الخواء، هو يقف على أرض مهتزة ومضطربة، وكل من حولة يتفسخ، حتى القيّم والمبادئ والأفكار، أن الذي ظل يمطر العالم كذباً وبهتاناً وتملقاً، حتماً سينهار وسيتلاشى كما أنهار وتلاشى غيره، ستحل عليه اللعنة، وستلف عليه حبالها، سيعيش الجحيم والمأساة المدماة، والمحنة والغمة، والمتاهة الكبرىوستسرد سيرته ومسارة، وستكون للآخرين عبرة وحكمة وعظة.
** **
ramadanalanezi@hotmail.com
@ramadanjready