د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
القضاء على قاسم سليماني، قائد فيلق القدس عمل «قذر» من وجهة نظر إيران، ووجدت من يقوم بالمهمة، التي ربما كانت تفكر فيها؛ كانت تفكر في التخلص من سليماني، الذي قام بعمله الإجرامي، ومن وراءه إيران لعشرين سنة، شملت مذابحه وجرائمه العراق، سوريا، واليمن، جميعها وراءها القائد البشع. انتهت مهمته الإجرامية بالنسبة لملالي إيران على «أحسن وجه»، وأمريكا ممثلة في رئيسها ترمب، الذي يحاول في عمليته تلك أن يظهر بمظهر البطل أمام شعبه. ونحن مغررون بالإعلام والإعلاميين الذين يثنون على المهمة التي تمت في العراق بأمر من الرئيس الأمريكي، الذي قال: إن ذلك العمل كان يجب أن يكون من وقت طويل، فهذه النهاية «للجزار» سليماني قضت بها إيران وطرا وقضى بها الرئيس الأمريكي وطرا هو الآخر. ويكون لسان حال إيران تجاه الحدث: «لم أمر به ولم يسؤوني».
وإن غياب سليماني لا يعني أن إيران ستغير من سياستها التسلطية - العدائية، لقد عينوا مساعده ليحل مكانه، الذي قد يكون مثله أو أسوأ منه، وسيكون له الصيت والنفوذ كما كان لرئيسه السابق.
ولم أجد من الإعلاميين إلا واحدًا الذي ذكر أن العملية قد تكون خطة أمريكية - إيرانية للخلاص منه. وقد يكون الدافع للعملية دوره في الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد. ومن تصريحات ترمب ندرك أن تحذيره لإيران ينحصر في عدم المساس بالقواعد الأمريكية أو السفارات الأمريكية في المنطقة، أو كما عبر بجملة عامة: عدم المساس بالمصالح الأمريكية. ولا يجب أن نتناول الأمر بسذاجة وأن نعتقد أن أمريكا تعمل في صالح المنطقة وشعوبها. ولذلك لا بد مما ليس منه بد، إلا وهو بناء إستراتيجية إقليمية للتصدي لخطط الآخرين المتمثلة في الأطماع ضد اقتصاديات بلدان الإقليم وضد البنية الاجتماعية المستمدة من الثقافة القومية والمرتكزة على المقومات الذاتية، وبذا يمكن التعامل مع الآخرين بناء على الاحترام المتبادل والمشاركة الفعالة. وأختم بالقول إن موضوع النووي الإيراني ما هو إلا مسرحية إيرانية هزلية تلعب على خشبة مسرح أمريكي.