د.ثريا العريض
ما زلنا في منتصف أول شهر من عام 2020 وقد تراكمت أحداث كثيرة في العالم أغلبها بتفاصيل سلبية مؤلمة إنسانياً واقتصادياً. نعوذ بالله من تداعياتها ونسأله أن يجد لنا منها مخرجاً يرضيه.
السمة الغالبة في ساحة التواصل والإعلام العام الشعبي والمؤسساتي والرسمي هي عدم القدرة من تأكيد أي مستجد تصلنا تفاصيله الظاهرة حالاً.. وتبقى التفاصيل المغيبة رهن التبريرات والتفسيرات والتوجهات الغائمة.
تخبط السلطات الإيرانية في التعامل مع تفاصيل سقوط الطائرة الأوكرانية واضح. بدءًا بإخفائها واستمراراً بعدم الرغبة في استقصائها من جهات أخرى معنية وأخيراً الاضطرار إلى إعلان المسؤولية عن إسقاطها بصاروخ إيراني مع تبرير حدوث ذلك بالخط بسبب حالة الارتباك والاستنفار.
وهناك تكهنات أن بين من كانوا على متن الطائرة في الرحلة المشؤومة جنرالات من الحرس الثوري الإيراني نفسه انشقوا عن صفوفه, وخططوا للهروب من جحيم الواقع الإيراني والفرار حاملين معهم أدلة تدين النظام بجرائم دولية تعود لعقود من العمل المنظم رسمياً لقلقلة استقرار العالم ومنها جريمة استهداف وإسقاط برجي التجارة في نيويورك التي استنفرت كراهية العالم للإسلام وتوجيه أصابع التهمة للمملكة العربية السعودية. وهناك دلائل كثيرة تشير إلى تورط نظام الملالي في هذه الممارسات الدنيئة وتولي فيلق القدس وذيول إيران التي يرعاها في الجوار القريب والبعيد التخطيط لها وتنفيذها دون ذرة من أي شعور برادع ديني أو إنساني.
وما نشر تسجيل سابق للاستهداف الناجح لموكب سليماني، وما ورد فيه من رد في مقابلة باللغة الفارسية للهالك الثاني في الاستهداف، وهو النائب العراقي في الحشد الشعبي، وتأكيده أن من يسعون للقضاء عليها هي الرياض قبل أمريكا يوضح حقيقة الحقد ضد المملكة العربية السعودية إذ يرونها العقبة الكؤود التي حالت حتى الآن دون تحقيق مخطط هيمنة إيران على الجوار.
من حفر حفرة لغيره وقع فيها..
حتى لحظة كتابة المقال لم تعلن إيران كل التفاصيل؛ وأتكهن أنه حتى لحظة قراءتكم له منشوراً لن تفعل. وستستمر المظاهرات المليونية في شوارع مدنها، ومجازر الحرس الثوري للمواطنين المعلنين عن غضبهم ورفضهم لما يدور في أروقة صنع القرار.
والتساؤل هنا هو عن مدى الغباء الذي يدفع الملالي إلى التشبث بالحرس الثوري الغاشم؟ وبالعكس؟ وهل هي علاقة مستدامة بين مدربي الإرهابيين ومموليهم والمتسترين بلبس العمامة؟ أم هي مصالح مشتركة وبالتالي مؤقتة بسماح المجتمع الدولي لها أن تدوم؟
ربما الأصح أنها مرحلة انتهازية مكيافيلية واستراتيجية حربائية بدأت سموم تداعياتها تتضح للعالم كله وسنرى النظام الجائر يسقط مع سقوط الأقنعة.