د. صالح بكر الطيار
كنت في زيارة إلى مسقط رأسي المدينة المنورة قبل أيام لاتمام حفل زفاف ابنتي الذي جمعني بالعديد من الأصدقاء والأحباب والزملاء والأقارب..
وعلى الرغم من عملي في فرنسا منذ 38 عامًا إلا أنني دائمًا ما أزور المدينة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمكوث عند والدتي أطال في عمرها بشكل شهري واللقاء مع الأحبة هنالك إلا أنني لم أشعر بالغربة على حقيقتها إلا في هذه المرة.. وجدت نفسي محاطًا بأحبابي وأقاربي الذي أعادوا لذاكرتي حديث الحنين وذكريات الطفولة والدراسة حيث التقيت ببعض منهم بعد فراق طويل بحكم الأعمال والسفر.. لقد شعرت بانتمائي الكبير للمدينة إنسانًا ومكانًا وشاهدت كيف تسري الذكريات وتنبع من جديد لتروي عقولنا وقلوبنا باجمل الأحداث التي أعادتني إلى طفولتي وسيري في طرقات طيبة الطيبة حتى أني شعرت فعلاً بالاغتراب عن هذا المكان.
دائمًا ما يكون سؤالي في اتصالاتي عندما أكون في فرنسا بعد الاطمئنان على والدتي وعائلتي عن أرض المدينة وعن سكانها وعن نمائها لارتباطي العميق بهذا المكان وفي المرة الأخيرة خلال مناسبة زواج ابنتي في ديسمبر الماضي شعرت بأني أعيش تلك الذكريات الجميلة بعد أن جلست لساعات مع زملاء وأصدقاء الطفولة والدراسة والشباب ونحن نسترجع شريط الذكريات المملوء بالحنين والماضي الجميل الذي غاب عنا بفعل الارتباطات العملية والعلمية شعرت وأنا أعقد زواج ابنتي في المسجد النبوي بروحانية المكان تملأ نفسي وتسير في عروقي ورأيت السعادة التي أحاطت بي من كل الاتجاهات من كل الحاضرين.. سعدت بلقاء الجيران القدامي والحاليين من الأحباب والدعوات التي جاءتني من وجهاء المدينة ومنها دعوة الأخ والصديق يوسف ميمني عضو مجلس الشورى السابق وقد تجولت في شوارع المدينة بشكل كبير ورأيت جمال التنمية في كل مكان حتى إنني لم أعد استطيع التحرك للاستدلال إلا عن طريق أحد أخوتي.
ما أجمل المدينة وما أحلى أيامها التي تقبع في ذاكرتي وكم سعادتي بلمة الأحبة والأصدقاء ومعايشتي لجزء جميل من العمر في أرض المدينة الطاهرة.