سهوب بغدادي
فيما نقترب من انتهاء موسم الإجازة يعود الأشخاص بتجارب متنوعة؛ إذ تختلف أنماط السياحة ومقاصدها؛ فالبعض يفضل سياحة التسوق، والبعض الآخر يفضل السياحة الاستكشافية، ومن أبرزها اكتشاف الطبيعة الخلابة، إضافة إلى السياحة الثقافية، في حين يفضل أشخاص السياحة الفنية كحضور الأوبرا والمسرح، والذهاب إلى المتاحف والمعارض، وما إلى ذلك.
في هذا السياق توجد سياحة تندرج ضمن السياحة الاستكشافية للطبيعة، ولكنها ليست فوق الأرض! تخيل أن تقصد دولة بهدف التعمق في بحارها ومحيطاتها! فلن تكون فوق اليابسة مع تيار الزحام، بل ستنعم بالمناظر الخلابة بكل هدوء وسكينة. هذا ما أدعوه بالعطلة؛ لأن للبحر سِحرًا يجلي الكدر، وللرمل الذهبي طاقة ماصة للتعب والوصب. فكما نستمتع بالجبال والأشجار الخضراء الفارعة نستطيع التغلغل إلى أعماق المياه الزمردية لرؤية عجائب الله من شُعب مرجانية مختلفة الألوان والأحجام، ومخلوقات الله التي تهيم في الأعماق بسلام، وصوت المياه الذي يغمر حواسك بالانتعاش؛ لتخرج من العمق بعمق مختلف، ينعكس من أشعة الشمس على نفسيتك وشخصيتك وتجاربك في الحياة.
من هذا المنطلق أشدد على فخري وسعادتي غير المنقطعة بمشاريع السعودية التي تستشرف المستقبل، متمثلة في مشروع البحر الأحمر مثالاً؛ فالبحر الأحمر يحتوي على شُعَب مرجانية فريدة اللون، لا توجد في أي مكان آخر، وتلك مميزة وقوة ناعمة موجهة لمحبي الغوص وكشافة الأعماق.
إن التأمل في مخلوقات وبديع صنيع الخالق من أهم الأمور التي تزيد من إيمان المرء وتبصره. بلا شك، إن قضاء عدد من الساعات في عالم مختلف كليًّا سيجعلك شاكرًا لخالق كوكبك الذي تعيش فيه بكل ما فيه، إضافة إلى الحكمة والشكر في كل لمحة ونفس يدخل إلى صدرك.
(نحن لسنا بمفردنا على هذا الكوكب؛ هنالك مخلوقات أخرى جميلة)