المحامي/ يعقوب المطير
في الحقيقة أصغر مشجع في لعبة كرة القدم يعرف ويدرك تمامًا أن أي لاعب يمكنه الانتقال من ناديه الأصلي إلى نادٍ آخر بالمجان ودون أن يتحصل ناديه الأصلي على أي مقابل مالي من النادي الجديد، إذا دخل اللاعب الفترة الحرة من عقده الاحترافي مع ناديه الأصلي، على أثر ما كان يتداول في الوسط الرياضي بعد انتقال لاعب نادي التعاون مدالله العليان إلى نادي الهلال في صفقة انتقال حر ومجانية بعد أن دخل اللاعب في فترة الأشهر الستة الأخيرة، في صفقة قانونية ونظامية وكذلك ذكية من إدارة نادي الهلال، كما أن هناك تسريبات إعلامية ذكرت أن عقد اللاعب نفسه مع ناديه التعاون قد تضمن خيار التجديد بالأولوية لناديه الأصلي قبل انتهاء العقد بثلاثة أشهر، مع أنني استبعد ذلك لأسباب أن نادي التعاون يملك إدارة محترفة وعلى دراية وخبرة في مجال عقود اللاعبين المحترفين وكذلك لم يصدر بيان أو تصريح رسمي من نادي التعاون على هذا الخصوص، بخلاف أن نادي التعاون متعاقد مع مكتب محاماة متميز، وأنا في الحقيقة لا أعلم ما يدور داخل أروقة نادي التعاون وبالتالي لا استطيع الجزم بذلك، ومنسوبو نادي التعاون هم أدرى بناديهم في الحقيقة، ولكن في حال صدقت تلك التسريبات الإعلامية، فإن أي شرط يخالف نصوص وأحكام لوائح الاحتراف وأوضاع اللاعبين، يعد شرطًا باطلاً وفاسدًا ولا يعتد به، وتبقى بقية شروط وبنود العقد سارية ونظامية وناقذة، لأن أي لاعب محترف يملك عقد كرة قدم احترافي يمكنه التفاوض وحرية التوقيع مع نادٍ آخر إذا انتهى عقده أو دخل في الأشهر الستة الأخيرة من عقده مع ناديه الأصلي، وهذا ما نصت به الفقرة الثالثة من المادة الثالثة والثلاثين من لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم «للاعب التفاوض والتوقيع مع نادٍ آخر إذا كان عقده انتهى أو سينتهي خلال ستة أشهر من عقده الحالي»، وكذلك نصت الفقرة السادسة من المادة الرابعة والعشرين من اللائحة نفسها «يصح العقد ويبطل الشرط المخالف للوائح والقرارات والتعاميم الصادرة عن الاتحاد»، وبالتالي لا مجال للاستشهاد والاستناد بشرط وبند مخالف للائحة استنادًا للقاعدة القانونية «لا مساغ للاجتهاد في مورد النص» أي لا اجتهاد مع نص قانوني، وبشكل عام هنا تأتي قوة الإدارة القانونية ومدير الاحتراف في الأندية الرياضية في عدم تضمين شروط وبنود ركيكة وضعيفة في عقود اللاعبين من شأنها أن تلحق الضرر بناديهاتفرط بحقوقه لأن المفرط أولى بالخسارة.
ومعظمنا متابع للدوريات الأوروبية ونسمع مصطلح «انتقال حر» أو «انتقال مجاني» وهذا لا يتم إلا في حالتين إذا انتهى عقد اللاعب مع ناديه الأصلي، أو دخل اللاعب في فترة ستة أشهر من عقده الحالي جاز للاعب الانتقال الحر أو المجاني إلى نادٍ آخر، دون أن يتحمل النادي الجديد أي مبالغ مالية لناديه السابق، لذلك على الأندية إذا أرادت المحافظة على نجومها المميزة أن تقوم بتجديد عقودهم قبل الدخول في السنة الأخيرة من العقد كما تفعله الأندية الكبيرة في أوروبا، وبالتالي تحافظ على استمرارية بقاء النجوم مع الفريق وزيادة الولاء، وكذلك لا تسمح لهم بالخروج المجاني دون استفادة مالية لناديه الأصلي.