د. خيرية السقاف
وأيضًا غير السياسيين هناك بشر، لهم من القلوب ما تخفق في صدورهم،
ولهم من الضمائر ما تنهض في جوفهم،
ولهم من الإدراك ما يعون به الخير والشر،
ولهم من النظر ما يميزون به بين عذب الفرات، وأجاج الملح،
وبين أبيض عن الخيط يمينه، وأسود عن شماله..
هؤلاء غير الساسة مثقلون بالذي تفعله هذه «الإيران» التي تشوّه في أعماقهم الصفاء،
وتكدر في عيونهم النقاء، وتُلهب في جنوبهم الحمية للإنسانية،
وتثير في مداركهم الوعي بمغبات ونتائج انفلاتها، وعنفوان شرها،
وتماديها في كسر ضوابط العلاقات الدولية، التي هي محبس الأمان في أجزاء من الأرض آهلة بنفوس تعيش، وأرواح تحيا..
حتى الأطفال فيهم يتحدثون عن ضحايا طائرة أوكرانية، أسقطوها بصاروخهم المارق في فضاء آهل بكائنات خيرية، وأنفاس بريئة، وأحلام تحلق، ومعاهدات توثِّق، ومسارات تنتمي، وطرق تؤتمن،
لكنها هذه «الإيران» لا ترعوي..
ولم يعد أمرها يقتصر على الساسة وحكمتهم، وقراراتهم، ومعاهداتهم،
ولا على الدبلوماسية وأساليبها، وخيوطها، وقطيفتها،
بل غدت حديث الإنسان وهي تمد ذيولها لتنهش، لتقرض، لتحرق، لتنقض، لتقتل، لتفرق، لتحتل، لتتجاوز، لتكسر القيود، وترخي رايات العهود، والمواثيق، والسلم، والجوار، والعلاقات،
ومن قبل، ومن بعد الإنسانية..
فماذا يا إيران؟!...
ما الذي في جعبتكِ لم تبديه بعد؟!..