د.عبدالعزيز الجار الله
مقتل قاسم سليماني نهاية مرحلة والعودة بإيران إلى أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات الميلادية إلى ما قبل الثورة، فإذا أراد قادتها ذلك فهو الطريق الآمن قبل تدمير البلاد، وربما إذا سمحت لها الدول الدخول إلى مرحلة العشرينات الميلادية الجديدة 2020م، لأننا أمام حقائق على الأرض وتقاطعات صعبة:
- زعامات الملالي الدينية والسياسية والعسكرية البارزة بعد (40) سنة من الثورة قد غادروا المشهد ورحلوا عن أضواء الحدث واختفوا.
- قادسية صدام وحرب (8) سنوات توقفت، وهي التي قد أكلت إيران مرارتها وويلاتها وما زالت تتجرعها.
- المشروع المذهبي والسياسي فشل بعد أن دخلت إيران بكل قوتها زمن الربيع العربي 2010، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها في المد الشيعي والعسكري والسياسي في الوطن العربي.
- رحيل قاسم سليماني الذي أيقظ الإيرانيين على واقع الفارق العسكري بين أمريكا وإيران وحتى نبه روسيا وتركيا من القوة الأمريكان، وأن لا مأمن ولا سلامة من السلاح الأمريكي متى قررت ذلك.
- طعن الكرامة والعنجهية والغطرسة الإيرانية بمقتل سليماني وبعض قادة الحشد الشعبي، وقصف جماعات الميليشيات في العراق وسورية، دون تردد أو أي اعتبار للدولة الإيرانية أو العراق أو حزب الله والحشود الاستعراضية.
- إيران ومعها حلفاء الشيعة لا تستطيع أن تضع الخطوط الحمراء بل الخطوط الحمراء ترسمها أمريكا بقوة سلاحها.
- الحصار الخانق الذي أحكم على طهران والشركات المتعاملة معهم، بدأ يحدث أضرار قوية للاقتصاد الإيراني.
- بناء دولة إيران تم بنظام اقتطاع إقليم دول مجاورة، وهذه الدول ما زالت تطالب بعودة الأقاليم لها، وحق تقرير المصير للشعوب.
- إيران أمام مفترق طرق، إما الاستمرار في طريق الثورات والدول المارقة، أو العودة إلى دولة تحافظ على الأمن والسلم واحترام الآخرين في الشرق الأوسط ووسط آسيا.
إشعال الحرائق له ثمن غالي ودائماً تأتي على أطراف من يشعل النار، وهذا ما يحدث لإيران جنت حصاد الشر، والحرائق تشتعل في وسطها بالثورات الشعبية التي ستنتهي بحرب أهلية، وحصار اقتصادي وسياسي عزلها عن العالم.