صيغة الشمري
تأتي زيارة رئيس وزراء اليابان للمملكة في هذا التوقيت تأكيدًا على المصالح المشتركة بين البلدين في المجالات كافة، والحفاظ عليها في ظل توترات المنطقة والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصًا أن البلدين يدعوان إلى التهدئة بين جميع الأطراف المتناحرة باعتبار أن الحرب ليست خيارًا مثاليًا أو حلاً للأزمات، بل تعمقها أكثر، والناظر لعلاقة المملكة واليابان، يجدها عميقة للحد الذي دفع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لزيارة إلى اليابان، مما حقق قفزة نوعية في العلاقات التاريخية بين الرياض وطوكيو، إذ تم توقيع العديد من الاتفاقيات، شملت الاتفاقيات بين البلدين تعزيز التبادل الثقافي، ومكافحة تقليد المنتجات، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز قدرتهما التنافسية في الأسواق العالمية وقطاع الطاقة والمجال الصناعي ومجال التنمية الدولية والاستثمار وتبادل المعلومات وكذلك المجال الإخباري، كل هذه الاتفاقيات كان لها الأثر في تقوية العلاقة بين البلدين وتعزيز العمل المشترك، في ظل التوافق على رؤية مشتركة حيال القضايا الراهنة في المنطقة، انطلاقاً من الفهم المشترك بأن تعاونهما يمثل أهمية كبيرة من أجل الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي بصفة عامة، خصوصًا أن المملكة واليابان دولتان ذات ثقل في المحيط الإقليمي والدولي، وبما أن الرياض وطوكيو تلتزمان بتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإدانتهما للانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، سيكون للزيارة أبعادها السياسة والاقتصادية في آن واحد، في ظل تعزيز الشراكة التجارية بين البلدين، إذ تأتي المملكة ضمن أهم عشرة شركاء تجاريين لليابان، فيما تأتي طوكيو كثالث أكبر شريك تجاري للرياض، فيما تحتل المملكة المرتبة الأولى في تزويد اليابان بالنفط الخام ومشتقاته، بما يشكِّل أكثر من ثلث إجمالي واردات اليابان من النفط، لذلك فإن أهمية الزيارة تنبع من كون البلدان لديهما الرغبة في تطوير التعاون للحفاظ على المصالح المشتركة، وبالتالي حفظ توازن المنطقة وتجنيبها ويلات الحروب المدمرة. وبالتأكيد ستخرج الزيارة بنتائج إيجابية لتعميق الشراكة الحقيقية التي لا تستثني أي نشاط، وأن يكون التعاون شاملاً وملبياً لمصالح شعبي البلدين، وموفرًا لهما سبل الراهية والعيش الكريم، كما هو الحال الآن.