جدة - (أ ف ب) - «الجزيرة»:
ستكون كرة القدم الإسبانية على موعد اليوم الأحد مع نهائي الكأس السوبر في نسختها الأولى في السعودية، في «دربي» مدريد بين القطبين ريال وأتلتيكو الذي حرم برشلونة خوض الـ»كلاسيكو» ضد غريمه. واستضاف ملعب «الجوهرة المشعة» في مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، منافسات الكأس التي أقيمت للمرة الأولى بصيغة مباراتي نصف نهائي ومباراة نهائية، وتأتي ضمن سلسلة من الأحداث المتزايدة التي تستضيفها المملكة في سياق تعزيز حضورها على الخريطة الرياضية.
وفي حين كان يؤمل أن تجمع المباراة النهائية بين قطبي الكرة الإسبانية ريال وبرشلونة، حال أتلتيكو دون ذلك، بتغلبه في نصف النهائي بنتيجة 3-2 على النادي الكاتالوني، ليلتحق بريال الذي كان قد حجز البطاقة الأولى في النهائي، بفوزه المريح على فالنسيا بنتيجة 3-1.
وكان الـ«كلاسيكو» هدفاً مضمراً على الأرجح لقرعة الصيغة الجديدة من المسابقة، بوضع كل من القطبين بعيداً من الآخر في نصف النهائي. وعلى رغم أن برشلونة بطل الدوري في الموسمين الماضيين، بقي متقدماً 2-1 حتى الدقائق العشر الأخيرة ضد أتلتيكو، تلقى مرماه هدفين في غضون دقائق، ما زاد من الضغوط على مدربه إرنستو فالفيردي، وسط تقارير عن تواصل النادي مع نجمه السابق تشافي هرنانديز، مدرب السد القطري حالياً، لعرض إمكانية توليه الإدارة الفنية بحال إقالة فالفيردي.
وسيكون على الراغبين في متابعة الـ«كلاسيو» الثاني هذا الموسم، الانتظار حتى الأول من آذار/ مارس في الدوري المحلي، بعد نهاية اللقاء الأول بين الطرفين الشهر الماضي بتعادل سلبي للمرة الأولى منذ نحو عقدين.. وعادة ما كانت الكأس السوبر تجمع بين بطل الدوري وكأس الملك، وهما في هذه الحال برشلونة وفالنسيا؛ لكن الصيغة الجديدة أضافت إلى المسابقة الفريقين اللذين يحتلان المركزين الأعلى في الدوري.
لم نفز بأيّ شيء بعد
وشكلت المسابقة التي ستنظم في المملكة لثلاثة أعوام قابلة للتجديد للفترة ذاتها بحال موافقة الطرفين الإسباني والسعودي، فرصة للفرق المشاركة لاختبار أدائها قبل العودة إلى منافسات الليغا أو المسابقات القارية. وكانت خسارة فالنسيا أمام ريال في نصف النهائي، الأولى للفريق بعد سبع مباريات متتالية دون هزيمة، في حين إن خسارة برشلونة في الدقائق الأخيرة أمام أتلتيكو، وهو ما تكرر في مباريات عدة في عهد فالفيردي، أعادت تسليط الضوء على مستقبل المدرب في عاصمة كاتالونيا.
وعلق فالفيردي بالقول بعد الخسارة «عندما تخسر، ثمة عدم استقرار دائماً».. ووضعت الصحف الرياضية الإسبانية مستقبل فالفيردي تحت المجهر في أعقاب ما أطلقت عليه صحيفة «ماركا» المدريدية لقب «أزمة جدة»، معتبرة أن الخسارة أمام أتلتيكو «يبدو أنها حسمت مصيره (لجهة الإقالة)».. على رغم ذلك، أشارت «ماركا» إلى أن فالفيردي (55 عاماً) لا يزال يحظى بثقة اللاعبين، لاسيما القائد الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز وجيرار بيكيه.
وأظهر استطلاع أجرته الصحيفة، أن 58 بالمئة من المشاركين فيه (نحو 80 ألف شخص) يحمّلون اللاعبين وليس المدرب، مسؤولية الخسارة أمام أتلتيكو في نصف النهائي. وفي مقابل الخيبة الكاتالونية، قدمت الكأس السوبر دفعاً معنوياً لقطبي العاصمة الباحثين عن انتزاع لقب الدوري من برشلونة المتصدر بفارق الأهداف عن ريال، وخمس نقاط عن أتلتيكو الثاني.
وقال مدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني: إن الفوز على برشلونة «كان مهماً للنادي، لقد تغلبنا على أفضل فريق هجومي في العالم»، معتبراً أن لاعبيه أظهروا «الرغبة» بالفوز في مباراة الخميس في جدة. الرابح الأكبر هو حتى الآن ريال ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان الذي قدم أداء قوياً في مواجهة فالنسيا بغياب اثنين من أبرز لاعبيه هما الهداف الفرنسي كريم بنزيمة المصاب في العضلة الخلفية، والجناح الويلزي غاريث بايل الذي يعاني من التهاب في الجهاز التنفسي.
وخرج النادي الملكي من مواجهة فالنسيا دون خسارة للمباراة الخامسة عشرة توالياً، ويبدو في موقع الأفضلية لإحراز لقب الكأس السوبر المحلية للمرة الحادية عشرة في تاريخه، وحرمان أتلتيكو من الكأس الثالثة له. وأكد زيدان بعد الفوز على فالنسيا، رضاه عن الأداء الذي يقدمه ريال، مشدداً في الوقت ذاته على أن الفريق «لم يفز بأي شيء بعد». وسيكون ريال أمام فرصة إحراز اللقب العاشر له في عهد زيدان، والأول منذ عودته للإشراف على الفريق في منتصف الموسم الماضي.